المصدر / القاهرة:غربة نيوز
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيامه بتوثيق وفاة 16223 مدنيا بالأسماء تحت التعذيب داخل معتقلات الأمنية التابعة للنظام السوري، وهم 16034 رجلاً وشاباً و125 طفلاً دون سن الثامنة عشر و64 مواطنة منذ انطلاقة الثورة السورية،من أصل 104 آلاف ، وقال المرصد في تقرير له نشره اليوم الخميس إن هؤلاء المعتقلين فارقوا الحياة واستشهدوا في المعتقلات، مؤكدا أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، وأنه جرى إعدامهم وقتلهم واستشهادهم داخل معتقلات وسجون قوات النظام ومخابراتها، من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم للحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهر مايو 2013 وشهر أكتوبر من العام 2015.
فيما أكدت المصادر أن ما يزيد على 30 ألف معتقل منهم قتلوا في سجن صيدنايا سيئ الصيت، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية، وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض للحكومة السورية ومقره في المملكة المتحدة، مطالبته ودعوته للمجتمع الدولي والمحاكم الدولية المسؤولة والأطراف الدولية الفاعلة، للعمل بشكل حثيث وجدي وفوري، للعمل على كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين مغيبي المصير، أمام الرأي العام السوري والإقليمي والدولي.
كما طالب بكشف مصائرهم لعوائلهم التي أدمى غياب ذويهم قلوبهم طوال السنوات الفائتة، ومنهم خليل معتوق وعبدالعزيز الخيِّر وفاتن رجب وحسين عيسو وعشرات المثقفين والمدافعين عن حرية الرأي وعشرات الآلاف الذين يشاركونهم الظروف ذاتها والمصير نفسه، ودعا المرصد المحاكم الدولية للعمل على تقديم الجناة من منفذي القتل وآمريهم ومحرضيهم، للمحاكم المختصة، لينالوا العقاب على ما اقترفته أيديهم الآثمة التي لا تزال مبللة بدماء السوريين الذين لا ذنب لهم، قائلا إن كل ما خرجوا من أجله هو مناداة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، والخروج على نظام ديكتاتوري حكم البلاد بالقتل والموت وانتهاك حقوق الإنسان طوال عقود خلت.
وقال المرصد إن النظام السوري يظهر معتقلاته الأمنية وسجونه على أنها «منتجعات» تتسم بالترف عبر فعاليات ثقافية متنوعة، يشهدها سجن عدرا المركزي على سبيل المثال، وذلك ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية، بحضور رسمي لممثلين عن النظام السوري، لافتا إلى أن تلك المنتجعات صورية وشكلية في حقيقة الأمر.
وأكد أن سجون النظام السوري تفيض بمعتقلي الرأي الذين تم زجهم في المعتقلات لمجرد ممارستهم حق التعبير عن آرائهم التي تتعارض مع النظام، حيث يواجهون مصيراً مجهولاً، فضلاً عن قتل عشرات الآلاف من المعتقلين تحت التعذيب، أي أن حقيقة تلك السجون ليست منتجعات بل مسالخ بشرية.
وأضاف أن سجن عدرا الذي يشهد هذه الفعاليات، سبق وصرح ضباط في النظام بأن عدد السجناء من الذكور والإناث انخفض إلى النصف بفضل مرسوم العفو الصادر عن رئيس النظام بشار الأسد، إلا أن مصادر المرصد السوري نفت صحة هذه المعلومات .
وأوضح المرصد أن حقيقة ما جرى تتمثل بإعادة فرز المعتقلين والسجناء ضمن سجن عدرا، والإفراج عن معتقلين بقضايا تتعلق بالعمل في المجال الثوري المدني بموجب مبالغ مالية طائلة وليس عفوا رئاسيا، بينما الكثير من المعتقلين بذات التهم مصيرهم مجهول، في حين أن الأشخاص الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم العسكرية ضد قوات النظام فقد جرى تحويلهم إلى سجون أخرى، أبرزها سجن صيدنايا «المسلخ البشري»