المصدر / وكالات
رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يكون قد تسبب بإزهاق حياة السوريين بسبب عدم قيامه بإصلاحات ديمقراطية منذ ماقبل الأزمة في سوريا. كما رفض القول بأنه لو كان أجرى تلك الإصلاحات لتم إنقاذ حياة الكثيرين. واستخدم الأسد مثال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ليبرر بقاءه هو في السلطة في سوريا.
وجاء ذلك في حوار مع صحيفة "البايس" الإسبانية، ردّا على سؤال يقول إنه لو كان تنحّى عن السلطة في السابق لكان أنقذ حياة الكثيرين، فقال الأسد: "الديمقراطية لا تأتي بالسلاح. وتجربة الولايات المتحدة في العراق تثبت ذلك. والأمر نفسه يحدث في اليمن. الرئيس صالح ترك السلطة لسبب نفس المزاعم. ما الذي حدث في اليمن؟ هل أصبح أفضل حالاً؟ هذا ليس صحيحاً".
لكن الصحافي الذي أجرى المقابلة، لم يسأله ما إذا كانت سوريا قد أصبحت "أفضل حالاً" بسبب بقائه في السلطة.
ونقلت الوكالة الرسمية "سانا" أمس السبت، نص الحوار الذي أجراه الأسد، مفصّلاً، بعدما كانت قد نشرت نبذة منه، ثم ألحقتها بقسم مطوّل ينتهي بكلمة "يتبع" ومن ثم أعادت نشر الحوار كاملاً.
ولفت في هذا السياق أن الأسد أظهر نوعاً من "التردّد" في الإجابة على سؤال يتعلق بدور التدخل العسكري الخارجي الذي جاء للقتال دفاعاً عن نظامه، وأن هذا التدخل أدى لحدوث نتائج لصالحه في الفترة الأخيرة.
حتى إن الصحيفة سألته: "هل تعتقدون أنه كان بإمكانكم تحقيق ذلك دون مساعدة خارجية؟". فيرد الأسد على السؤال: "لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يحقق جيشنا هذا التقدم" ويضيف الأسد: "أمّا القول إنه ماكان بوسعنا تحقيق ذلك فهذا سؤال افتراضي، لكننا بالتأكيد بحاجة الى تلك المساعدة".
إلا أنه يرفض تحديد الإجابة على السؤال القائل إنه لولا التدخل العسكري الخارجي لصالحه لما كان يستطيع تحقيق نتائج، فيكرّر الإجابة: "مرة أخرى، هذا سؤال افتراضي لا أستطيع الإجابة عنه".
وعلى الرغم من الأسد تلقى سؤالاً من الصحيفة الاسبانية، يتعلق بغياب سيادة الدولة السورية المفترضة، من خلال وجود "جيش أجنبي" يقوم بعمليات تتسبب "بسقوط ضحايا مدنيين" وكيف سيشرح لـ"شعبه" ولـ"السوريين" هذا الأمر، فيجيب مدافعاً عن حلفائه الروس بأنهم "دقيقون جداً في استهدافاتهم" لأن "الروس لايهاجمون المدن" بل إن هجماتهم "في المناطق الريفية". كما لو أن المناطق الريفية لا يوجد فيها مدنيون. هذا فضلاً عن أن نسبة الريف في الجمهورية السورية تتعدى نصف مساحة البلاد.
ولدى سؤاله عن الكيفية التي ينظر بها إلى نفسه بعد عشر سنوات يقول: "بعد عشر سنوات أود أن أكون قد أنقذت سوريا كرئيس، لكن ذلك لايعني أنني سأكون رئيساً بعد عشر سنوات، أنا أتحدث عن رؤيتي لهذا الفترة، ستكون سوريا سليمة ومعافاة". إلا أنه يضيف ما شكّل صدمة لكل السوريين والعرب وبقية العالم بقوله: "وسأكون أنا الشخص الذي أنقذ بلاده"!