المصدر / وكالات - هيا
فتحت السلطات المصرية تحقيقا موسعا في واقعة وفاة مرضى العناية المركزة بمستشفى الحسينية في محافظة الشرقية شمال مصر والتي هزت الرأي العام، أمس.
وكشفت الممرضة آية علي محمد التي هزت صورتها الشارع المصري، وهي جالسة منهارة على الأرض، أنها لم تكن مرعوبة بل كانت حزينة على وفاة عدد كبير من المرضى، نافية نفاد الأوكسجين أو توقفه وانقطاعه بل ضعف الضغط.
كما أوضحت الشابة البالغة من العمر 21 عاما، للعربية.نت أنها تعمل في قسم العناية المركزة بالمستشفى منذ 7 أشهر، ولأول مرة ترى هذا العدد الكبير من الوفيات جراء كورونا، مؤكدة أن الموجة الثانية أصعب من الأولى بكثير وضحاياها أكثر، مضيفة أن مضاعفات المرض تشتد وتزداد خطورة.
إلى ذلك، أكدت أن حالات المتوفين كانت متدهورة بالفعل، لمعاناتهم من أمراض مزمنة، وقد حاول الطاقم الطبي إسعافهم بكل قوة لكن كافة الجهود باءت بالفشل.
ماذا حدث للأوكسجين؟
من جانبه، بث أحمد ممدوح نافع، مصور الفيديو الأول الذي انتشر كالنار في الهشيم بين المصريين، وهو شاب من قرية المناجاة بمدينة الحسينية، فيديو آخر على فيسبوك، كشف فيه تفاصيل جديدة عن الواقعة، وأكد أن خزان الأوكسجين بالمستشفى أغلق فجأة بفعل فاعل، ما أدى لاختناق المرضى ووفاتهم، مضيفا أنه أغلق في تمام الساعة الرابعة فجر يوم الجمعة، وقام بتصوير وتوثيق ذلك بالفيديو.
إلى ذلك، قال إنه أوقظ الموظف المسؤول عن الأوكسجين، وعند فتحه كان ضغط الخزان 5%، والمفترض أن يكون 10%، ولذلك قام الموظف بفتح محبس آخر وبدأت الحالات تتحسن من جديد، مشيرا إلى أنه يوم الجمعة كان يوجد في خزان الأوكسجين 1800 لتر، ومع بداية اليوم التالي أضحت الكمية 400 لتر، فيما أفادت الأوراق المرسلة إلى محافظ الشرقية ووكيل وزارة الصحة أن الخزان احتوى على 1700 لتر، وهو ما يخالف الحقيقة.
المصور يفجر مفاجأة أخرى
كما فجر مصور الفيديو مفاجأة أخرى، مؤكدا أن الأوكسجين نفد بالفعل في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة، وهو ما أدى لوفاة الحالات بعد اختناقها، مكذبا تصريحات متحدث وزارة الصحة ومحافظ الشرقية اللذين أكدا فيها عدم نفاد الأوكسجين.
في المقابل، أكد الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، أنه لا يوجد أي نقص على الإطلاق في مخزون الأوكسجين بمستشفيات المحافظة، وهناك تقرير يومي عن المخزون يتم رفعه لرئيس مجلس الوزراء ووزيري الصحة والتنمية المحلية، مشيرا إلى أن المحافظة يوجد بها حاليا 81 ألف لتر أكسجين سائل يكفي لمدة 4 أيام، بجانب 1480 أنبوبة أكسجين تكفي لـ 10 أيام.
وقال في تصريحات صحافية إن مستشفى الحسينية به شبكة احتياطية تكفي لتدفق الأوكسجين لمدة 15 ساعة مع وجود 44 أسطوانة أوكسجين بشكل احتياطي، مشددا على أن الوفيات الأربع حدثت نتيجة مضاعفات كورونا ولا علاقة لها بنقص الأوكسجين، لأن جميع الحالات في المستشفى تعمل على شبكة أوكسجين واحدة، ولو كان هناك قطع في الأوكسجين لحدثت كارثة، خاصة بحضانات الأطفال، لكنها لم تشهد أي حالة وفاة، كما أن الحالات الأربع لم تتوفَ في وقت واحد.
النيابة تحقق
وأضاف أنه تم إحالة الأمن الداخلي للمستشفى للتحقيق بسبب اقتحام مصور الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي للرعاية المركزة، مؤكدا أن الأمر برمته في يد النيابة وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق ومحاسبة المخطئ سواء كان هناك إهمال أو غير ذلك. وقال إن النيابة تستمع حاليا لأقوال الأهالي شهود العيان ومصور الفيديو.
أسباب الوفاة
هذا وكانت وزيرة الصحة هالة زايد أوضحت أنه في يوم السبت كان عدد الأسرة المشغولة بمُستشفى الحسينية 7 أسرة عناية عزل، وهي أقصى حدود طاقة المستشفى، إلى جانب 3 أسرة عناية قلب، وسريري رعاية باطنة، و11 حضانة، حيث تبين بالفحص استقرار العمل بالمستشفى.
وأكدت أن عدد المُتوفين بمستشفى الحسينية، هم 4 مصابين بفيروس كورونا، سيدتان ورجلان، أعمارهم كالتالي : 76 ـ 67 ، 64 ـ 44، حيث تعاني سيدة ورجل منهم من مرض البول السكري، وكانت أسباب الوفاة توقف القلب، إثر احتمالية حدوث جلطة بالشريان الرئوي، وبمُراجعة علاج تلك الحالات، تبين اتباع بروتوكولات العلاج المتفق عليها.