المصدر / وكالات - هيا
اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبني الكابيتول يمثل فشل لقيادة شرطة الكابيتول ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية في أخذ التحريض اليميني الراديكالي على محمل الجد.
ورأت المجلة الأمريكية أن ما حدث هو نتيجة "فشل الخيال"، مشيرة إلي أنه قد يزعم مسؤولو الأمن أن التهديد الذي يشكله حشد من المعتدين البيض كان بعيدًا جدًا عن تخيلهم، إلا أنه كان شيئًا يمكنهم تصوره ولكن لا يمكنهم ضبط خططهم من أجله.
وتشير "فورين بوليسي" إلي أن شرطة الكابيتول الأمريكية تضم 1800 عنصر من الرجال والنساء مكرسين لحماية مقر الكونجرس، ومنذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، تضخمت أعدادهم وتغيرت إجراءات عملهم واتسعت حدود سلطاتهم.
ووفقا للمجلة الأمريكية فإن شرطة الكابيتول كانت تخوض معركة قديمة، إذ لم يعد الإرهاب الدولي يمثل التهديد الرئيسي الذي يواجهونه، ويمكن القول إنه لم يكن كذلك منذ سنوات.
وقالت المجلة إن معظم الأمريكيين أعموا أنفسهم عن عواقب التحريض الطويل الأمد من جانب الرئيس ترامب، وسحوا بتجاهل الروابط المباشرة بين أقواله وأفعال الآخرين.
وأضافت أن التهديد الدائم من الإرهاب الانتقامي اليميني، الذي يحرض عليه الرئيس، أصبح أكثر ضراوة بسبب النظام البيئي للمعلومات الذي ينهل منه أنصاره، وتابعت أن هذا التهديد تحقق على الأرض من خلال الاستيلاء الناجح على أحد أكثر المباني تأمينا في العالم، مشيرة إلي أن ما حدث هو جزء من إرث ترامب وحاضر أمريكا.
ورأت المجلة أن القول بأن الكونجرس لم يكن مستعدًا لما حدث لا يعني أنه لم يخضع للإعداد والتأهيل، ففي عامي 2011 و 2017، عندما تعرض أعضاء الكونجرس لإطلاق نار، قامت مجموعات من الوكالات والمسؤولين الذين لديهم بعض الاختصاص على أمن الكونجرس مثل مكتب مهندس الكابيتول، وإدارة شرطة العاصمة و مكتب التحقيقات الفيدرالي بتعديل إجراءاتهم، وخضع المزيد من ضباط شرطة الكابيتول لدورات في مركز تدريب إنفاذ القانون الفيدرالي.
ونوهت "فورين بوليسي" أيضا إلي أن الكونجرس أنشأ موقعًا بديلًا في قاعدة عسكرية محلية بعد هجمات 11 سبتمبر، حتى يمكن للمشرعين الاجتماع فيه في حالة تعطيل مبنى الكابيتول، لكن هذه الخطة تفعل على افتراض أن الأعضاء ليسوا محاصرين في مقر الكونجرس من قبل الآلاف من المواطنين.