المصدر / وكالات
تزوجت امرأة فى حياتها أكثر من زوج، أحدهم بعد الآخر، فإذا ماتت ستكون زوجة للأول أم للآخر؟
أجاب: هناك رأيان للعلماء فى ذلك ، رأى يقول : إنها لآخر أزواجها ، ودليله أن هجيمة بنت حُيى الأوصابية أم الدرداء الصغرى خطبها معاوية بن أبى سفيان ، فأبت وقالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم “المرأة لآخر أزواجها” ولست أريد بأبى الدرداء بديلا، وهو حديث صحيح رواه الطبرانى وأبو يعلى برجال ثقات ولفظه : “أيما امرأة توفى عنها زوجها فتزوجت بعده فهى لآخر أزواجها” “المطالب العالية لابن حجر ج 2 ص 67 ، والجامع الصغير” . وكما فعلت أم الدرداء فعلت زوجة حذيفة “تفسير القرطبى سورة الأحزاب ص 229” .
ورأى يقول: إنها ستكون لأحسنهم خلقا، وإن خيرت بينهم اختارته ، واستأنس هذا الرأى بحديث رواه الطبرانى فى معجمه الكبير، عن أنس قال :
قالت أم حبيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت المرأة يكون لها زوجان فى الدنيا فتموت ويموتان ويدخلون الجنة، لأيهما تكون ؟ قال “لأحسنهما خلقا كان عندها فى الدنيا، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخيرى الدنيا والآخرة” إحياء علوم الدين ج 3 ص 45 ، فلنترك الأمر إلى الله ، فهو من المغيبات التى لا نلتزم فى اعتقادها إلا بخبر قاطع فى ثبوته ودلالته ، ولعل القول بأنها تكون لأحسنهم خلقا أنسب لما تكون عليه الجنة من نعيم عظيم لا غل فيه ولا هم ولا حزن .