المصدر / القاهرة:غربة نيوز
ذكر تقرير صادر عن ”مركز القدس للشؤون العامة والدولة“، الأربعاء، أن إسرائيل امتنعت عن ضرب هدف بحري إيراني، ردا على واقعة استهداف سفينة مملوكة لشركة إسرائيلية، حرصا على عدم الدخول في معارك بحرية مستمرة مع الجانب الإيراني، ولفت التقرير، إلى أن سلاح البحرية والجو الإسرائيليين كانا قادرين على مهاجمة هدف بحري إيراني، لكن الرد الإسرائيلي اقتصر على مهاجمة أهداف تابعة للحرس الثوري قرب دمشق، بناء على قرار عدم التصعيد ومنع حرب بحرية مفتوحة مع طهران، واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الاعتداء على السفينة ”MV HELIOS RAY“ المملوكة لشركة إسرائيلية، مقرها تل أبيب، تعود لرجل الأعمال رامي أونغر، لدى إبحارها في خليج عُمان، في الليلة بين الخميس والجمعة، وفي المقابل شنت إسرائيل غارة استهدفت ميليشيات موالية لإيران قرب دمشق، وسط تقديرات بأن هذه الغارة كانت الرد الإسرائيلي على استهداف السفينة.
وبحسب المحلل السياسي بالمركز، يوني بن مناحم، شكلت الغارة الإسرائيلية رسالة سريعة لطهران بأن تل أبيب لن تتحلى بضبط النفس أمام مهاجمة أهداف مدنية أو عسكرية، وأن كل عملية إيرانية ستقابلها عملية أخرى إسرائيلية، ووفق تقارير إعلامية عبرية نشرت خلال الأيام القليلة الماضية، تبنى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي موقفا معتدلا فيما يتعلق بطبيعة الرد الإسرائيلي، ومن ثم جاءت الغارة أشبه بتلك التي تنفذ بشكل دوري منذ سنوات على أهداف إيرانية في سوريا.
ويرى بن مناحم أن إسرائيل امتنعت عن ضرب قطع بحرية إيرانية على الرغم من امتلاكها القدرة على ذلك، لكنها فضلت نقل المعركة إلى البر، وقامت بالهجوم على أهداف داخل سوريا، إذ لا تمتلك تل أبيب مصلحة في تحول ساحة الصدام إلى البحر، حيث تصلها 90% من البضائع من الخارج عبر البحر.
ولفت إلى أن هدف الغارة الإسرائيلية كان ”ردع“ الحرس الثوري وإثناءه عن تكرار عملية السفينة التي استهدفت في خليج عمان، كما أرادت منع التصعيد وترك المجال أمام محاولات الإدارة الأمريكية التي تريد فتح حوار مع إيران، مشيرا إلى أن مصادر سياسية ترى أن كل الأهداف الإسرائيلية تحققت في هذا الصدد على المدى القصير.
ونفت إيران أي مسؤولية عن استهداف السفينة الإسرائيلية في خليج عُمان، واعتبرت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عارية من الصحة، لكن بن مناحم يؤكد أن صحيفة إيرانية هي صحيفة ”كيهان“، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، ألمحت إلى أن استهداف السفينة جاء بواسطة إيران، في إصدارها بتاريخ 28 شباط/ فبراير الماضي، وذكرت أن ”العدوان والجرائم التي ينفذها النظام الصهيوني في المنطقة وبشكل علني حولت هذا النظام إلى هدف شرعي“.
واقتبس بن مناحم جزءا آخر مما نشرته الصحيفة الإيرانية، والتي اعتبرت إن السفينة الإسرائيلية استهدفت بشكل محترف في خليج عُمان، وأن هناك احتمالا معقولا أن تكون سفينة عسكرية، مشيرا إلى أن ما نشرته تلك الصحيفة زعم أن الحديث يجري عن سفينة تقوم بعمليات تجسس، وذكر تقرير ”مركز القدس للشؤون العامة والدولة“ أن إسرائيل أرسلت محققين إلى دبي لفحص السفينة ومحاولة معرفة ملابسات مهاجمتها، وأن التقديرات الأولية أشارت إلى أنها أصيبت بلغم بحري تم تركيبه على جانبها من قبل قوة خاصة تابعة للذراع البحرية للحرس الثوري.
وبين التقرير أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أيضًا أن العملية الإيرانية كانت ردا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زاده، وأنها جاءت بعد أن فشلت إيران في تنفيذ رد انتقامي في الإمارات والهند وإثيوبيا والسودان، مضيفا أن هناك اعتقادا في إيران أنها اكتشفت نقطة ضعف إسرائيلية تتعلق بالبحر وبأسطول النقل الذي يبحر في البحر الأحمر والخليج، وتسود تقديرات في إسرائيل أيضا، بأن العملية الإيرانية ضد السفينة في خليج عُمان هي مؤشر أولي لما هو قادم، وأن الفترة المقبلة ستشهد مهاجمة قطع بحرية إسرائيلية أيضا، وأن إسرائيل فوجئت من الهجوم الإيراني على سفينة نقل في خليج عمان، وأن طهران جمعت معلومات استخبارية حول السفينة ومسارها البحري من الدمام بالسعودية حتى سنغافورة، واختارت نقطة استهدافها.
وأشار التقرير إلى أن لدى إيران قوة عسكرية بحرية كبيرة، ويمكن الافتراض أنها قد تدخل في حرب بحرية مفتوحة مع إسرائيل، إذ تتواجد في مياه الخليج ومنطقة مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، والذي يعد محورا بحريا مهما للغاية بالنسبة لإسرائيل، وحذر التقرير من إمكانية قيام جماعة الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن، باستهداف قطع بحرية إسرائيلية تبحر في البحر الأحمر، سواء بالصواريخ أو عبر الألغام البحرية أو الطائرات المسيرة أو حتى الزوارق المفخخة، مشيرا إلى أن إسرائيل دخلت مرحلة خطيرة من ناحية المسارات البحرية الدولية في منطقة الخليج والبحر الأحمر، وأصبحت إيران خطرا بحريا حقيقيا يحذر التقليل منه.