المصدر / القاهرة:غربة نيوز
ذكرت مجلة تايم الأمريكية Time Magazine أن مسؤولين تنفيذيون كبار في «فيس بوك«قد اعتذرو لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في اجتماع أونلاين منذ أيام، بعد أن اشتكى مسؤولون لشركة فيسبوك من حجب منشورات فلسطينية متضامنة معها في ذروة الأحداث الاخيرة بين الفسطينيين وإسرائيل وقد انتهى الاجتماع بأن اعترفت ادارة الفيسبوك بوجود مشكلة متأصلة في الخوارزميات الخاصة بهم وأنهم وعدوا بمعالجتها.
وتابعت المجلة أنه «مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وفلسطين في وقت سابق من هذا الشهر ،فقد قام إنستجرام المملوك لفيسبوك بتقييد الوصول إلى المنشورات باللغة العربية والهاشتاجات التي ذكرت المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام حيث كان المسجد في القدس موقع الاحتجاجات الفلسطينية الأخيرة وسط توترات طائفية عالية في المدينة وتمت إزالة المنشورات التي تشير إلى المسجد الأقصى حيث اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع المتظاهرين الفلسطينيين، مما أسفر عن إصابة أكثر من 300 شخص، ثم قام انستجرام باعادة المنشورات التي تشير إلى الأقصى، قائلة إن عمليات الإزالة كانت خطأ ،وأن نظام الذكاء الاصطناعي قد أخطأ في المنشورات التي تشير إلى المسجد للإشارة إلى جماعة إرهابية محظورة، وقال مسؤل في فريق «فيس بوك» إنه قد حدث تصنيف بشكل غير دقيق لبعض الكلمات التي يشيع استخدامها من قبل الفلسطينيين، بما في ذلك «الشهيد» و«المقاومة»، على أنها تحريض على العنف.
وقال المتحدث باسم فيسبوك في بيان لمجلة التايم: «أفكارنا مع كل من تأثر بالعنف المروع والمستمر». «وسنستمر في إزالة المحتوى الذي ينتهك معايير المجتمع لدينا، والذي لا يسمح بخطاب الكراهية أو التحريض على العنف، للحفاظ على النظام الأساسي آمنًا.»، بالإضافة إلى حجب وسوم الأقصى، مع تصاعد الصراع، اشتكى العديد من المستخدمين العرب على إنستجرام وفيسبوك من عدم قدرتهم على مشاركة الفيديو المباشر، وإزالة منشورات غير ضارة بشكل خاطئ بسبب خطاب كراهية مزعوم، ووصول المحتوى الذي يذكر «فلسطين» إلى عدد أقل من المشاهدين أكثر من المعتاد، وأضافت المجلة نقلًا عن نشطاء «أن فيسبوك متواطئة في نمط منهجي من القمع ضد الأصوات الفلسطينية على فيسبوك وإنستجرام وقد يكون ذلك مقصودًا أو غير مقصود، إلا انه هناك انحياز تجاه الجانب الأغنى والأكثر قوة والأفضل تنظيماً وأنه يعكس الاختلال الهائل في ميزان القوة بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي، كما يقولون، ينجذب إليه فيسبوك بشكل طبيعي وهو نمط تصاعد بشدة عندما بدأت إسرائيل حملة عسكرية ضد حماس أسفرت عن مقتل 219 شخصًا على الأقل في غزة، بينهم 63 طفلاً، وفقًا لـ وزارة الصحة الفسطينية. وعلى الجانب الإسرائيلي، قدرت السلطات الصحية عدد القتلى بـ 12 بينهم طفلان.
ويكمل النشطاء إن التأثير لا ينعكس فقط على المصالح التجارية لفيسبوك، ولكن سياساته والخوارزميات التي تطبقها، وتابعت المجلة «فيسبوك لها مكاتب في إسرائيل، كما أن لديها مديرة السياسة العامة لإسرائيل والتي كانت تعمل كمستشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حيث تقول هذه المسؤلة أن وظيفتها هي التحدث لفيسبوك نيابة عن إسرائيل حيث نعقد اجتماعات كل أسبوع للحديث عن كل شيء من بداية من البريد العشوائي إلى المواد الإباحية إلى خطاب الكراهية والبلطجة والعنف، وكيف يرتبطون بمعايير مجتمعنا، بينما على الجانب الاخر ليس لدى فيسبوك مدير سياسات عامة مخصص للفلسطينيين؛ حيث أنها تقع ضمن اختصاص رئيس السياسة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يتخذ من دبي مقراً له.
وتضيف المجلة «يتعاون فيسبوك بالفعل بشكل وثيق مع وحدة الإنترنت التابعة للحكومة الإسرائيلية، والتي تأسست في عام 2015 للإبلاغ بشكل منهجي عن المحتوى إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبرها أجهزة الأمن الإسرائيلية مرفوضة، قائلة إنها تتعارض مع قواعد الشركات. ففي عام 2020، وافق الفيسبوك على 81٪ من طلبات الإزالة الخاصة بالوحدة، ومن خلال تطبيق الهاتف الذكي الذي تروج له الحكومة الإسرائيلية، يشارك متطوعون مؤيدون لإسرائيل بانتظام في حملات تغطية جماعية ضد المحتوى الفلسطيني الذي يُعتقد أنه يؤيد العنف. وبشكل أساسي هناك إشعارات للإبلاغ عن محتوى معين في معظم الحالات، لا يفهمون ما بداخلها، لأنهم لا يتحدثون العربية، لكنهم يبلغون عنها تلقائيًا حيث تحصل الأنظمة الأساسية على آلاف التقارير، وغالبًا ما تزيلها بسبب حجم التقارير. لذا فالأمر يتعلق بكيفية التلاعب بالنظام»، ويقول النشطاء إنه نظرًا لعدم امتلاك الفلسطينيين موارد مماثلة، فإن مدى تعاون فيسبوك مع إسرائيل يؤدي إلى اختلال في الطريقة التي يصمم بها وينفذ سياساته، حيث كشف موقع Intercept عن وجود قواعد فيسبوك لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا تسمح بإزالة مصطلح «صهيوني» بموجب قواعد خطاب الكراهية في سياقات معينة. وقالت الشركة في بيان لها: «نحن نسمح بمناقشة نقدية للصهاينة، لكننا نزيل الهجمات ضدهم بموجب سياسة الكراهية.
وتضيف المجلة وفقا لاحد المسؤلين في احدى المراكز النشطة: «يعمل الفيسبوك بطريقة إذا كان أحد أطراف النزاع منظمًا جيدًا وثريًا ولديه القوة البشرية والموارد، فمن السهل جدًا التلاعب بالمحتوى وقمع الروايات المختلفة فالجانب الفلسطيني أقل تنظيما من الجانب الإسرائيلي، إنه ضعيف، لا يملك المال وليس لديهم وحدات وتقنيات إلكترونية متطورة بها مئات العمال وهو أمر مشابه لما يحدث في ميانمار والهند وأماكن أخرى حيث أنه نفس نمط علاقات القوة الذي ينعكس في وسائل التواصل الاجتماعي .