المصدر / وكالات
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الجماعات الإرهابية تستغل القضية الفلسيطينية كذريعة لتبرير عملياتها الارهابية ضد دول العالم.
وأضاف السيسي خلال كلمته أمام البرلمان الياباني، أن الواقع الإقليمي لأي دولة يتح لها فرص التقدم إذا كان آمنا، مشيرا إلى أنه من واقع مسئولية مصر الإقليمي والتاريخي فكانت صاحبة الريادة لإطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، واستمرت في جهودها لإحياء المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، مشيرا إلى أنه يجب إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكد السيسي أن مصر تواصل جهودها للحفاظ على جهود في سوريا واليمن وليبيا. وأضاف السيسي أن مصر تسعى لتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الافكار المغلوطة التي تنافي صحيح الدين، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف له دور كبير باعتباره منارة للاسلام المعتدل الذي يعلي قيم التسامح والرحمة وقبول الاخر. وأضاف أن مصر أمام تحدي كبير يتمثل في إصلاح نظام التعليم، وهو الأمر الذي تشتهر به اليابان فاصبح لديكم المواطن يدرك قيمة العمل مما له مردود على المجتمع، مشيرا إلى أن مصر تتطلع للتعاون مع اليابان في مجال لتعليم لغرس القيم الانساية والوطنية والعمل الجماعي.
وأعرب عن شكره للنواب اليابانيين لإتاحة هذه الفرصة لإلقاء بيان أمام البرلمان الياباني، ودعا السيسي نواب البرلمان لزيارة مصر كأصدقاء للتعاون نحو مستقبل أفضل للجميع. وقال السيسي: "تحدثت معكم بكل صدق ، إنها رسالة سلام ومحبة للتعبير .. وهذه دعوة خالصة من القلب لنضع أيدي في أيدي بعض نحو المستقبل.
أعرب الرئيس السيسي عن خالص شكره وتقديره لوجوده اليوم في البرلمان الياباني. وقال السيسي: "السيد رئيس مجلس النواب السيد رئيس مجلس المستشارين السيدات والسادة أعضاء البرلمان الياباني الحضور الكريم اسمحوي لي في البداية أن اعرب عن عميق شكري وتقديري لاتاحة هذه الفرصة لأكون بينكم اليوم في بيت الشعب الياباني .. ذلك البرلمان العريق الذي يمثل شعبا عظيما يمتلك احد اعرق الحضارات في التاريخ الانساني وواحدة من اهم التجارب التنموية الفريدة في العصر الحديث .
وأضاف السيسي: "لقد جئت اليكم اليوم حاملا رسالة تعاون واخاء من الشعب المصري لاعبر لكم عن تقديره العميق لاسهام حضارتكم العظيمة في اثراء التراث الانساني ودعمها للسالم والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام وامتدت اياديها بالخير والبناء ، تبني وتعمر وتبث في النفوس روح الامل والعمل وتعلي قيم النظام والاجتهاد وهي القيم التي تعكس تعاليم الاسلام مبادئه وتجسدها على ارض الواقع .
تابع الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا " كما يطيب لي ان اعرب عن اعجاب شعب مصر وتقديري الشخصي العميق لما يقدمه شعب اليابان من قدوة مثالية ونموذج حضاري فريد ،استطاع ان يحول من خلاله القيم الاخلاقية الرفيعة والتحلي بروح الجماعة إلى واقع ملموس في مختلف ربوع اليابان.
أضاف أن الشعب الياباني ضرب مثلا حيا حطم من خلاله اسطورة المستحيل وتمكن في غضون سنوات قليلة بالنسبة إلى عمر الأمم من تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية هائلة كانت وستظل مسار اعجاب الجميع ، مشيرا إلى أن اليابان بحضارتها واخلاقها الراقية وقيمها الرفيعة لم تقدم فقط نموذجا ناجحا في الاقتصاد، بل كانت ايضا مصدر إلهام للادب والشعر في مصر فتناولتها قصائدهم في مواضع المدح والاشادة كأمة وصلت إلى قمة المجد والتقدم ونشرت العلم والنور وبلغت العلا واضحت مثلا يحتذى.
وكم من قصيدة نظمها امير الشعراء احمد شوقي تضمنت الاشادة بامة اليابان ،،وكم من قصيدة استلهمها شاعر النيل حافظ إبراهيم من وحي اليابان في مقدمتها راعته غادة اليابان .
وقال الرئيس السيسي "إن في حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية فارقة يتعين فيها على كل محب لوطنه وخلص لامته ان يعلي مصلحة الوطن على ما عداها وان يلبي نداء وطنه ويعمل على تحقيق رفعته ومجده".
وأضاف: " لقد استطاع شعب بلادي بحضارته العظيمة وقيمه الراسخة انفاذ ارادته الحرة وخيارته المستقلة ونجح في الحفاظ على كيان الدولة المصرية العريقة ومؤسساتها الراسخة ، وجنب مصر الانزلاق إلى مصائر دول اخرى في المنطقة مزقتها الفرقة والحرب الاهلية وضاعف الارهاب البغيض من معاناة شعوبها .
وقال إنه على الرغم من التحديات الداخلية ودقة الظروف الاقليمية نجحت مصر في تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية وصولا إلى تشكيل مجلس النواب الجديد الذي يضم 596 نائبا ويشهد أكبر تمثيل للمرأة المصرية والشباب علاوة على تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة وسيطلع المجلس بتفعيل نصوص الدستور وما تضمنه من مواد غير مسبوقة في الحقوق والحريات وذلك في اطار التزام الدولة المصرية بمواصلة النهج الديمقراطي الذي بدأته ،وإعلاء مبادىء دولة القانون والفصل بين السلطات واحترام حقوق الانسان ،ليس فقط على الصعيد السياسي والمدني الذي يتعين تنميتهما ولكن ايضا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي .من اجل تلبية طموحات وآمال الشعب المصري في حياة كريمة ينعم فيها بالامن والاستقرار .
وقال الرئيس السيسي إنه يتطلع إلى توثيق علاقة مجلس النواب مع البرلمان الياباني اثراء للبعد الشعبي في العلاقات المصرية اليابانية الراسخة وتأكديا بان هذه العلاقات لا تأتي فقط على المستوى الرسمي وانما تكللها مباركة شعبية تدفعها وتنميها وترتقي بها إلى افاق ارحب ومستوى اكثر تميزا.
وأضاف أن شعب مصر في سبيل تحقيق احلامه وبناء مستقبله يمد يده بالتعاون والمحبة للشعوب الصديقة الجادة التي تدرك حقا معنى وقيمة الاوطان لتساهم معهم في مواصلة مسيرته التنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي .
وأنقل لكم في هذا الصدد امتنان شعب مصر لليابان وشعبها الصديق لما قدموه من اسهامات مقدرة في قطاعات حيوية مثل النقل والصحة والتعليم والثقافة، لمسنا جميعا اثارها في حياة المصريين اليومية .
وتتطلع مصر إلى مواصلة هذا التعاون واستكمال عملية البناء لاضافة المزيد من التميز في العلاقات المصرية اليابانية التي نعتز بها كثيرا حكومة وشعبا .
فمصر تمضي على صعيد التنمية الاقتصادية بخطى واثقة وتدشن وتنفذ العديد من المشروعات على مختلف المستويات سواء التنموية الكبرى مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يضمه من مناطق اقتصادية خاصة ،ومشروعات لوجوستية وخدمية ،ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان اعتمادا على المياه الجوفية للمساهمة في تحقيق الامن الغذائي .
ومشروع الشبكة القومية للطرق باعتبارها شرايين اساسية للعملية التنموية، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما تساهم فيه من توفير فرص عمل وتشغيل للشباب ،فضلا عما تحققه من انتشار افقي سريع يساعد الدولة على اقامة مجتمعات تنموية وعمرانية متكاملة .
وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا : "لقد اتخذت مصر العديد من التشريعات والاجراءات لجذب وتيسير الاستثمار فضلا عن كونها احدى اكثر دول العالم تحقيقا لعوائد الاستثمار، كما قدمت مصر في غضون عام واحد حلا جذريا لمشكلة نقص الطاقة وقامت بالوفاء بشكل كامل باحتيجات قطاع الصناعة لاستمرار عجلة الانتاج .
وترحب مصر بالمستثمرين اليابانيين للمساهمة في تلك المشروعات وتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين، يد بيد نبني ونعمر ،نحلم ونعمل وننشر السلام والخير لشعبينا وللانسانية بأسرها.
كما نأمل في استعادة زخم السياحة اليابانية إلى مصر، وأؤكد لكم ان اجهزة الدولة المصرية لن تتدخر جهدا للحفاظ على أمن وسلامة زائريها من جميع انحاء العالم .
وأضاف أن تحية الاسلام كما تعلمون هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام والرحمة هما رسالة اساسية لهذا الدين العظيم الذي ينشد عمارة الارض وتحقيق التعارف والتعاون بين الامم والشعوب، دون ترويع للامنين او تدمير لما انجزته يد الانسان من مظاهر الحضارة والعمران ،عظم الاسلام قيمة الروح وجعل من قتلها بغي نفس او فساد في الارض كمن قتل الناس جميعا، ومن أحياها كمن احيا الناس جميعا .. هذه هي قيمة وتلك هي تعاليمه.
وكل من حاد عنها وأتى من الافعال ما يناقضها فالاسلام براء من افكاره المنحرفة وأفعاله النكراء يطل على العالم في الاونة الاخيرة ارهاب كريه يخرب العقول ويدمر كل غرس طيب يعادي الانسانية ويبغض الحضارة ويسعى إلى تحقيق اهداف خبيثة ومصالح ضيقة لفئات لا تعرف اديانا ولا اوطانا، واضحى عدوا للانسانية بأسرها يشن عليها هجوما شاملا وهو الامر الذي يقتضي ان تأتي مواجهته جماعية ومكافحته ايضا شاملة، لا تقتصر فقط على المواجهات العسكرية والتعاون الامني وانما تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للحيلولة دون توافر الظروف التي تمثل بيئة خصبة وحاضنة طبيعية لهذه الافة الخطيرة، بالإضافة إلى اشتمالها على الابعاد الفكرية والدينية لتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الافكار المغلوطة والتفاسير الملتوية التي تنافي صحيح الدين وقيمه الحميدة وتعاليمه السامية.
ويلعب الازهر الشريف دورا مقدرا في هذا الشأن باعتباره منارة للاسلام المعتدل وقيمه الصحيحة التي تعلي قيم التسامح والرحمة والتعارف وقبول الاخر .
ويتكامل مع هذا الجهد الفكري اصلاح وتطوير نظم التعليم وهو الصعيد الذي تقدمت فيه اليابان إلى حدود بعيدة، فتمكنت من غرس قيم سامية في نفوس النشأ كان لها اطيب الاثر في تكوين المواطن الصالح الذي يدرك ويقدر قيمة العمل ليس لصالحه فقط كفرد ولكن ايضا بمردوده الايجابي على المجتمع والوطن.