المصدر / وكالات - هيا
أكثر من مرة أكد مسؤولون أميركيون في السابق أن المحادثات الجارية في فيينا منذ مطلع أبريل حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لن تكون سهلة وقد تطول، وقد أتت تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لتؤكد المؤكد أيضا.
فقد لفت في تصريح مقتضب للتلفزيون الإيراني، مساء أمس الاثنين، إلى أن المفاوضات النووية وصلت إلى نقطة معقدة للغاية. وأضاف "وصلنا إلى أهم القضايا المتنازع عليها، والمفاوضات أصبحت معقدة"، إلا أنه لم يوضح ماهية تلك القضايا المتنازع عليها بين إيران ومجموعة 4+1.
إلى ذلك، رجّح عراقجي ألا تكون الجولة الحالية (الخامسة) الأخيرة للتوصل إلى الاتفاق، مؤكدا أن هناك حاجة لعودة الوفود إلى العواصم من أجل التشاور.
وكان مصدر دبلوماسي أفاد في وقت سابق لـ"العربية" و"الحدث" أن هناك شعورا متزايدا بأن هذه الجولة لن تكون الأخيرة، لافتا إلى وجود قضايا عالقة رئيسية لا يمكن حلها من فيينا. وأوضح قائلا "القرارات السياسية التي اتخذت في طهران وواشنطن قبل العودة للجولة الخامسة لم تكن كافية"، في إشارة إلى حاجة الوفود للعودة إلى عواصم القرار.
العقوبات والانتهاكات واليورانيوم
أما بالنسبة لبعض الملفات العالقة، فقد أفادت مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة رويترز، أن من بين القضايا المتبقية على طاولة المفاوضين، عدول إيران عن انتهاكاتها المتعددة لبنود الاتفاق وتخصيبها لليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متقدمة وإنتاجها لمعدن اليورانيوم.
كذلك أكد مسؤول إيراني لرويترز أن مسألة العقوبات تندرج أيضا ضمن تلك التعقيدات، قائلا "هذه واحدة من القضايا الأساسية التي أبطأت المحادثات. ينبغي رفع كل العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق ترمب سواء كانت نووية أم غير نووية".
القضايا المتبقية معقدة
بدوره، أشار المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، الذي يترأس الوفد الروسي في المفاوضات النووية، ميخائيل أوليانوف، إلى صعوبة المسائل المتبقية.
وقال في تغريدة ليل الاثنين/الثلاثاء، تعقيبا على تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين:" تقلصت مجالات الخلاف بشكل كبير خلال محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، لكن السيد عراقجي محق فالقضايا العالقة المتبقية معقدة نوعًا ما".
كما شدد على أن الوفود المفاوضة في العاصمة النمساوية تحتاج إلى "نهج مبدع ومسؤول للغاية لإيجاد حلول".
تزداد تعقيداً
إلى جانب تلك القضايا المعقدة أصلا، أتى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس ليزيد هذا الملف تعقيدا، لا سيما بعد أن أعربت الوكالة عن قلقها حيال وضع العديد من المواقع الإيرانية النووية غير المعلنة، فيما تواصل طهران مراكمة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وفق ما جاء في تقريرين اطلعت عليهما وكالة "فرانس برس" الاثنين.
يشار إلى أن مجلس حكام الوكالة سيناقش هذين التقريرين الأسبوع المقبل في وقت تواصل القوى الكبرى اجتماعاتها بالعاصمة النمساوية، في محاولة لإحياء الاتفاق الدولي الموقع العام 2015 والهادف إلى منع طهران من حيازة السلاح النووي.