المصدر / وكالات - هيا
ما زالت مسألة التحالف العسكريّ بين كيان الاحتلال وبين عددٍ من دول الخليج مطروحًا على الأجندة السياسيّة والإعلاميّة في تل أبيب، وفي هذا السياق، قال مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ إنّ “الولايات المتحدة من خلال سلوكها بقرب انسحاب قواتها من الشرق الأوسط تقوم بأمرٍ خطيرٍ، لكن لديها فرصة تتمثل بإقامة تحالف دفاعٍ جويٍّ مع السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، والجميع سيستفيد من ذلك في هذه الحالة”.
وأضاف أفرايم سنيه، نائب وزير الجيش الأسبق، ورئيس مركز الحوار الاستراتيجيّ في الكلية الأكاديمية نتانيا، في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الخميس، أضاف أنّ “المعلومات الإسرائيليّة تتحدّث عن سحب الولايات المتحدة للعديد من قواتها في الشرق الأوسط، بما في ذلك ثماني بطاريات دفاع جوي من طراز باتريوت، ونظام دفاع مضاد للصواريخ، ومعظم إجلاء القوات يتم من داخل السعودية والعراق والكويت، وحتى من الأردن”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، لفت إلى أنّ “الأهمية العسكريّة لهذا الإجراء تكمن في إزالة الطبقة الواقية من الصواريخ والطائرات المسيرة عن حلفاء واشنطن في المنطقة، فعلى سبيل المثال قبل أقل من عامين، وتحديدًا في 14 أيلول (سبتمبر) 2019، هاجمت إيران المنشآت النفطية الحيوية في السعودية بقوةٍ ومفاجأةٍ كبيرتيْن، ولذلك يبعث الإجلاء الحالي برسالة لطهران، ولن يشجع بالتأكيد الرئيس الإيراني الجديد للمبالغة في الاعتدال في المفاوضات بشأن الصفقة النووية”.
وأوضح المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ السابِق أنّ “البديل لهذا الإجراء الأمريكي قد يتمثل في إنشاء تحالف دفاعٍ جويٍّ بين إسرائيل والدول المجاورة، وهو عمل سياسي، لا يهدد نزاهة الحكومة الإسرائيلية، لذلك يمكن تنفيذه دون تردد، لأنّ هذا هو الواقع الإقليمي الجديد، وإسرائيل مطالبة بالعمل وفق تطوراته، وهذا التحدي الصارخ لن يغير فرضية أنّ هناك فرصة للدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية فقط في حوارٍ مباشرٍ وحميمٍ مع الإدارة الأمريكية”.
وأكّد أنّ “هذه ليست هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، لأنّه في الوقت ذاته، تحتاج إسرائيل لتعزيز تعاونها مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، فبعضهم لديه بالفعل علاقات رسمية مع إسرائيل، والبعض الآخر لديه علاقات غير رسمية معها، وهذا التعاون يجب أنْ يتم بناؤه على أساس المصالح المشتركة، وليس الاستعلاء أوْ التكاسل، فلا أحد يُقدِّم لنا معروفًا من خلال التعاون معنا، لكن العكس هو الصحيح أيضًا”.
ولفت إلى أنّه “في غياب بطاريات الدفاع الجوي الأمريكية، على إسرائيل أن تعرض على السعودية والإمارات والبحرين أن تشتري بطاريات القبة الحديدية والعصا السحرية، وهذا وضع يستفيد منه الجانبان، بحيث ستحصل هذه الدول على حماية فعالة ومثبتة من طبقتين ضد الصواريخ، بينما يمكن مناقشة طبقات إضافية في المستقبل، وستتلقى إسرائيل بالمقابل موارد تمكنها من تمويل المزيد من التطوير والتجهيز الضروريين”.
وأضاف أننا “بحاجة ماسة للصواريخ الاعتراضية في مواجهة التهديد الصاروخي الذي يواجهنا في الجبهتين الشمالية والجنوبية، ومن الواضح أن هذه ليست صفقة تجارية بحتة، بل تعني أولا تقييم التعاون الاستراتيجي والتكنولوجي الذي سيغير التوازن الإقليمي، ويعطي بعدا عميقا للعلاقات الدبلوماسية، حتى تلك التي لم تنشأ بعد، وتتطلب أن يكون للحكومة الإسرائيلية الجديدة رؤية سياسية وإستراتيجية”.
وكشف في ختام مقاله النقاب عن أنّ “السرّ الذي قد يُشجِّع مثل هذه الصفقة أنّ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو زار السعودية بالفعل، والتقى بولي العهد محمد بن سلمان، وناقشا القضايا الإستراتيجية، دون الخروج بنتيجةٍ جوهريٍّة، ولا يخفى على أحد أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بإسرائيل تم اقتراحها بالفعل على دولٍ مُختلفةٍ، ولكن ليس على دولٍ عربيّةٍ، ما يجعل من إنشاء تحالف دفاعٍ جويٍّ بين إسرائيل والدول المجاورة يمتاز بالجرأة السياسية”، كما قال المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ الأسبق.
جديرٌ بالذكر أنّ الحلف العسكريّ المُقترح بين كيان الاحتلال والدول الخليجيّة كان قد اقترحه الرئيس الأمريكيّ السابِق، دونالد ترامب، ولكنّ الاقتراح لم يخرج إلى حيِّز التنفيذ بسبب كنس ترامب من البيت الأبيض.