المصدر / وكالات - هيا
سلطت نيران الصواريخ في سوريا أمس الاثنين، وقبلها هجمات مسيرات الميليشيات الموالية لإيران، الضوء على خطر التصعيد في تلك المنطقة وحدود قوة النيران الأميركية اللازمة لكبح جماح تلك الفصائل التي تحملها واشنطن المسؤولية عن سلسلة ضربات تزداد تطورا بطائرات مسيرة على عسكريين ومنشآت أميركية في العراق.
فقد شهدت الساعات الماضية منذ مساء الأحد، تصاعدا في التوتر بين أميركا من جهة والفصائل التي تدور في فلك طهران من جهة أخرى، فوق الأراضي العراقية والسورية.
أتى هذا التوتر بعد أن تكثفت هجمات المسيّرات أو الطائرات بلا طيار، التي يعتبرها العديد من المسؤولين الأميركيين لا سيما في وزارة الدفاع خطرا على القوات الأميركية، وذلك لإمكانية إفلاتها من المراقبة وبالتالي تنفيذ هجماتها.
هجمات "أكثر دقة"
فقد أوضح خبراء ومسؤولون حاليون وسابقون بحسب ما نقلت شبكة "سي أن أن" أن تلك المسيّرات قادرة على شن هجمات "أكثر دقة"، ويمكنها أن تتجاوز أنظمة الاستطلاع الأميركية، ما يشكل "تهديدا" للقوات الأميركية في المنطقة.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن سلسلة من الهجمات ضد المصالح العسكرية الأميركية في العراق نفذت خلال الأشهر الماضية، عبر "فئة جديدة من المسيرات الإيرانية الصنع التي يمكنها التهرب من أنظمة المراقبة والدفاعات الأميركية".
وأكد مسؤول عسكري للشبكة الأميركية أن آخر تلك الهجمات وقع في وقت سابق من هذا الشهر، عندما انفجرت طائرة بدون طيار مفخخة في مطار بغداد، في منطقة يستخدمها جنود ودبلوماسيون أميركيون.
نظام GPS
إلى ذلك، أفادت المعلومات بأن تلك الطائرات لا توجه بواسطة طيار من موقع بعيد، إنما بعض تلك المسيرات الصغيرة الثابتة الجناحين تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يجعلها أقل وضوحا لأنظمة المراقبة الأميركية.
وفي السياق، أكد مسؤول أميركي سابق لديه اطلاع على المنطقة "أن السي آي إي باتت تولي قدرا كبيرا من الاهتمام بتلك المسألة".
رخيصة ومليئة بالمتفجرات
إلى ذلك، تكمن خطورة تلك الدرون، بحسب الخبراء، في أنها رخيصة وغير مكلفة نسبيا، ما يعني أنها قد تكون متاحة للعديد من الفصائل والجهات الحكومية على السواء.
يشار إلى أن تلك الطائرات الجديدة المليئة بالمتفجرات تأتي بحسب الخبراء، بأحجام مختلفة مع قدرة على حمل ما يصل إلى 30 كغم من المتفجرات.
بدوره، أوضح مسؤول أميركي مطلع أن تلك الطائرات "أكثر فتكا لأنها أكثر دقة".
من جهته، أشار متحدث باسم البعثة الأميركية في العراق إلى أن هذه الطائرات الصغيرة الحجم تستخدم بشكل متزايد من قبل القوات المعادية لجمع المعلومات الاستخبارية حول القواعد الأميركية والقواعد المتحالفة معها.
يذكر أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، كان حذر في وقت سابق من أن تلك المسيرات التي دخلت حديثا على خط المواجهة تشكل "أكبر تهديد للقوات الأميركية في المنطقة".