المصدر / وكالات - هيا
فرحة حزب الله أمس لدخول شاحنات الوقود الإيراني إلى لبنان آتية من مرفأ بانياس في سوريا، ألحقت أضرارا بمنزل أحد المواطنين في البقاع، جراء إطلاق عناصر الحزب قذائف الـ"آر بي جي" ابتهاجا بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
فيما تعالت بين عدد من اللبنانيين، على الرغم من أزمة الوقود الخانقة التي تعانيها البلاد، انتقادات لسطوة الحزب التي تجلت في أفقع صورها أمس الخميس، بينما دخلت صهاريج الوقود الإيراني، تحت مرأى الدولة الصامتة، وفي غياب أي تصريح أو تعليق رسمي، تماشيا مع سياسة "اعمل نفسك ميت".
ففي إحدى التعليقات المنتقدة على ما شهدته أمس المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا لا سيما بعلبك والهرمل، اعتبر النائب اللبناني عن حزب الكتائب، سامي الجميل بتغريدة على حسابه على تويتر أن "النفط الإيراني يمر كما تمر الأسلحة والمقاتلون أيضا عبر الحدود" دون اعتبار للدولة.
وكتب: "تمر شاحنات النفط الإيراني عبر الحدود كما يمر المقاتلون والأسلحة وكما تهرّب البضائع من لبنان. فلا دستور ولا قانون ولا جيش ولا جمارك ولا من يحزن على سيادة مداسة أصلاً. أمّا الرئيس والبرلمان والحكومة الجديدة فهم بموقع المتفرج يغطّون قرار سيّد الدولة"، في إشارة إلى زعيم حزب الله حسن نصرالله.
فيما اعتبر آخرون أنه بدل تهريب النفط من إيران المعاقبة دوليا، كان الحري على حزب الله وقف تهريب أنصاره وجماعته للبنزين كما غيره من المشتقات والبضائع إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية التي يعرفها تماما، ويغطيها.
تلميع صورة
من جهتها، رأت مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب مساعد وزير الخارجية باربرا ليف، أن شاحنات النفط الإيراني تلك، مجرد حيلة من حزب الله المدعوم إيرانيا بهدف تحسين سمعته، مؤكدة أنها لن تحل مشاكل لبنان العميقة في الطاقة والاقتصاد.
كما أعربت في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينها، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن انفتاح الولايات المتحدة على رفع بعض العقوبات المرتبطة بقانون قيصر لتسهيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا من مصر والأردن. وقالت: "هذا حل مطروح من قبل دول المنطقة، وبحسب ما فهمت، فإن البنك الدولي يدعم هذه الخطة كذلك، لهذا تدرس وزارة الخارجية حالياً بحذر أطر القوانين الأميركية وسياسة العقوبات".
يذكر أن قافلة تضم 80 صهريجاً، بسعة أربعة ملايين ليتر، دخلت لبنان أمس على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات "الأمانة" في مدينة بعلبك، التابعة لحزب الله والمدرجة منذ العام 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، قبل أن يتم توزيعها لاحقاً وفق لائحة أولويات حددها الحزب المدعوم إيرانيا.
وكان إعلان حزب الله، القوة العسكرية الخارجة عن سلطة القوات الأمنية في البلاد، عزمه استقدام الوقود من طهران في 19 أغسطس الماضي، أثار انتقادات سياسية واسعة من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن البلاد لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مراراً أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة.