المصدر / وكالات - هيا
طالبت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل بالتدخل لدى قادة الانقلاب العسكري في السودان، من أجل إنهاء أزمة الانقلاب والدفع نحو إعادة تشكيل الحكومة بشراكة مع المدنيين، فيما لوحت واشنطن بقطع المساعدات عن الخرطوم.
وأتى هذا الطلب الأميركي خلال المحادثات التي جرت، أمس الثلاثاء، بين سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، التي تزور اسرائيل، ووزير الجيش بيني غانتس، حيث دعت إسرائيل إلى التدخل في الأزمة التي نشأت في السودان، بحسب ما أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، اليوم الأربعاء.
وهذا هو الطلب الأميركي الثاني من إسرائيل للتدخل لدى قادة الانقلاب العسكري بالخرطوم، حيث سبق أن نقل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أيضا رسالة مماثلة في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين.
ووفقا للإذاعة الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة، تنظر إلى إسرائيل على أنها لديها القدرة على التأثير على ما يحدث في السودان، علما أن طاقم من الموساد زار الخرطوم قبل وبعد الانقلاب العسكري، وأجرى محادثات مع زعيم الانقلاب العسكري، اللواء عبد الفتاح البرهان.
وتعتقد الولايات المتحدة أن لدى إسرائيل القدرة على التأثير في السياسة الداخلية في السودان، وتطلب تدخلها بهدف إعادة الأيام إلى الوراء والأوضاع الداخلية إلى سابق عهدها، وتشكيل حكومة مشتركة بقيادة مدنية.
وترغب واشنطن بأن تقوم إسرائيل، بممارسة ضغوط حثيثة على البرهان، ودفعه إلى التراجع عن الانقلاب، علما أن البرهان تجمعه علاقات مع مسؤولين في الموساد وفي مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، منذ أن قاد مسار التطبيع.
إلى ذلك، قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث، إن المساعدات الاقتصادية عرضة للخطر بسبب سلوك الجيش.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، خلال لقائه بالخرطوم مساعدة وزيرِ الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية مولي فيي، إن الجيش السوداني غير راغب في الاستمرار في السلطة، مؤكدا التزامه بالوثيقة الدستورية وإجراء حوار شامل مع كل القوى السياسية.
من جانبها، قالت المسؤولة الأميركية في تغريدة على تويتر إنها ناقشت مع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك سبل استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان.
ودعت السفارة الأميركية بالخرطوم، أمس الثلاثاء، رعاياها إلى توخي الحذر جراء احتجاجات اليوم الأربعاء.
ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعاني السودان أزمة حادة جراء الانقلاب العسكري، إذ أعلن الجيش حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها انقلابا عسكريا.