المصدر / وكالات - هيا
أكدت صحيفة "الخليج" الإماراتية، أنه لم يكن أمام السودان منذ قرارات 25 أكتوبر الماضي من خيار إلا الحوار بين مختلف مكونات ثورة العاشر من أبريل 2019 التي أطاحت بنظام عمر البشير، خاصة وأن البديل لهذا الأمر كان العودة إلى مربع الفوضى والحروب الطويلة التي ذاق السودانيون مراراتها في كل أنحاء البلاد وأودت بحياة الملايين، وشردت ملايين آخرين.
وأفادت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء - تحت عنوان "خيار السودان الوحيد" - بأن المكون العسكري في الثورة السودانية ومعه المكون المدني، يدركان أنه من دون تحكيم لغة الحوار والعقل، فإن السودان سيدخل في نفق قد لا يكون هناك ضوء في نهايته، وأن القوى المتربصة وخصوصاً جماعة الإخوان التي فقدت هيمنتها وسطوتها، تتأهب في كل لحظة لاستعادة مواقعها، كما أن كل اتفاقات السلام التي تم توقيعها مع الجماعات المسلحة في أكثر من جهة قد تسقط وتفقد قيمتها، ويعود السودان إلى دائرة العنف والاحتراب من جديد.
وتابعت، أن الصورة كانت قاتمة قبل يوم الأحد الماضي، فالتظاهرات والاعتصامات كانت تؤشر إلى الدخول في نفق مظلم، فيما كانت المناشدات العربية والدولية تدعو إلى الهدوء، وضبط النفس، والحوار من أجل استعادة الديمقراطية وروح ثورة 2019 وتحقق الانفراج المنتظر بالاتفاق بين حمدوك والمجلس العسكري، وعاد رئيس الوزراء إلى منصبه، مؤكداً أن عودته مرتبطة بصيانة المكاسب الاقتصادية التي تحققت، والعمل على تشكيل حكومة تكنوقراط، والالتزام بالمسار الديمقراطي، وحرية التعبير والتظاهر السلمي والانفتاح على العالم.
وأشارت "الخليج" الإماراتية إلى أن الاتفاق المكون من 14 بنداً والذي يدعو في أحد بنوده إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، بدأ تنفيذه على الفور، ما يعني أن هناك نوايا جدية بطي الصفحة السوداء، وفتح صفحة جديدة تعيد الحياة للثورة السودانية وتنقذها من السقوط.