المصدر / وكالات - هيا
في تصعيد قد يقوض المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، هددت الولايات المتحدة بمواجهة إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل (ديسمبر ) إذا لم تتعاون تعاونا أكبر مع الوكالة.
فقد أكدت واشنطن في بيان وجهته إلى مجلس محافظي الوكالة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز اليوم الجمعة، أنه "إذا لم يُعالج عدم تعاون إيران فورا مع مفتشي الوكالة فلن يكون أمام المجلس خيار سوى معاودة الاجتماع في جلسة استثنائية قبل نهاية العام للتعامل مع الأزمة".
كما شددت على أنها تقصد بالتعاون "على الأخص إعادة تركيب كاميرات الوكالة في ورشة كرج، التي تصنع أجزاء لأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تخصب اليورانيوم".
منشأة كرج.. وأصل الخلاف
يذكر أن منشأة كرج، كانت تعرضت في يونيو الماضي (2021) لعملية تخريب، اتهمت فيها طهران إسرائيل بالتورط. وقد أدى الهجوم حينها إلى تدمير واحدة من أربع كاميرات تابعة للوكالة هناك، ما أدى على ما يبدو إلى فقدان اللقطات التي صورتها الكاميرا المدمرة، وبعد هذا الهجوم، عمدت إيران إلى إزالة كل الكاميرات في الموقع.
فيما جدد المدير العام للوكالة الذرية رافائيل غروسي يوم الأربعاء، الموقف الدولي لجهة ضرورة اضطلاع الوكالة بأعمال تلك المنشأة.
كما قال إنه لا يعلم ما إذا كانت الورشة قد عادت للعمل أم لا، وإن الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق ينفد.
مشاكل طهران والوكالة
ولا تشكل مشكلة كرج الأزمة الوحيدة مع الوكالة الدولية، إذ تخوض طهران عدة أزمات مع تلك المنظمة التي يعقد مجلس محافظيها المؤلف من 35 دولة اجتماعا ربع سنوي الأسبوع المقبل.
فمن ضمن المشاكل، إجراء الوكالة الذرية منذ سنتين تحقيقا حول مصدر جزيئات يورانيوم عُثر عليها في مواقع إيرانية قديمة، لكن السلطات لم تعلن عنها سابقا على ما يبدو.
يضاف إلى ذلك، شكوى الوكالة من تعريض مفتشيها لتفتيش جسدي مبالغ فيه من قبل السلطات الإيرانية، فضلا عن مسألة كاميرات المراقبة في المواقع النووية وضرورة الحصول على تسجيلاتها، وهو أمر أثار جدلا كبيرا بين الجانبين خلال الأشهر الماضية.
وقد أكد غروسي بعيد زيارة قبل أيام إلى طهران أنه لم يتمكن من التوصل إلى توافق، على الرغم من كافة الجهود التي بذلها من أجل حل العقبات.
ولعل الهدف من الاجتماع الاستثنائي للوكالة الأسبوع المقبل، على ضوء النتائج السلبية التي أسفرت عن زيارة غروسي، سيكون على الأرجح تمرير قرار ضد إيران، في تصعيد دبلوماسي قد يثير غضبها على الأغلب.
كما قد يهدد المحادثات غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي المقرر استئنافها يوم الاثنين (29 نوفمبر 2021).