المصدر / وكالات
كشفت وثيقة تعود لمكتب ما يسمى "منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية" عن تعليمات جديدة تنص على أن إسرائيل تسمح لسكان قطاع غزة بالخروج إلى الخارج ، ولكن بشروط تمنعهم من العودة مدة عام على الأقل.
وبحسب الوثيقة فإن الخروج يكون عن طريق معبر الملك حسين الحدودي مع الأردن (اللينبي)، ولكن بشرط عدم العود بنفس الطريق لمدة عام على الأقل.
كما تتضمن الوثيقة، التي كتبت عنها الصحافية عميرة هس في صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الخميس، تحديد العدد، بحيث لا يزيد عن مائة أسبوعيا، وبشرط أن يكون لأحد الأسباب التالية "علاج طبي خاص، أو اجتماعات خاصة، أو طلاب الدراسات العليا خارج البلاد".
ويتضح أن هذا القرار يعتبر تغييرا لسياسة استمرت نحو 20 عاما، حيث أن إسرائيل تمنع منذ العام 1997 سفر سكان قطاع غزة إلى الخارج د والعودة عن طريق المعبر الأردني، أي عن طريق الضفة الغربية.
كما يتضح، أنه على أرض الواقع فإن اشتراط المكوث في الخارج لمدة سنة على الأقل، يعتبر عاملا رادعا، حيث أن العودة إلى قطاع غزة عن طريق مصر ومعبر رفح تكاد تكون غير قائمة.
وهذه التعليمات الجديدة تظهر في وثيقة خاصة بـ"دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل"، والتي نشرت في موقع منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي.
وجاء في التعليمات الجديدة أن "كل مواطن في قطاع غزة معني بالدخول إلى إسرائيل والضفة الغربية لغرض التوجه إلى الخارج لأهداف شخصية مختلفة، يمكنه ذلك، ولكن بشرط أن يتعهد كتابيا بعدم العودة عن طريق إسرائيل إلى قطاع غزة خلال سنة، وفقط بعد إجراء فحص أمني مفصل".
وتشترط الوثيقة أيضا على مقدم الطلب أن يحصل على مصادقة الأردن على عبور أراضيها، كما أن السفر إلى المعبر يكون بمجموعات فقط، وبمرافقة عسكرية أو بمرافقة ممثل رسمي عن السلطة الفلسطينية.
وجاء أن المتحدثة باسم منسق عمليات الحكومة أبلغت "رئيس هئية الشؤون المدنية الفلسطينية" بهذه التغييرات.
ونقل عن مسؤول فلسطيني في اللجنة ذاتها، في رام الله، قوله إنه تم إبلاغ اللجنة بذلك قبل أسبوعين. واعتبر التغييرات على أنها "تحسن" يستفيد منه من يعيش خارج البلاد وعلق في قطاع غزة بعد زيارته لها أو من ينوي الزواج خارج القطاع، أو من يخطط لسفرة طويلة.
تجدر الإشارة إلى أن مصر أغلقت معبر رفح في تموز/يوليو من العام 2013، وتم عزل نحو 1.8 مليون فلسطيني بذلك عن العالم.
كما تجدر الإشارة إلى أنه حتى العام 1991 كان يسمح للفلسطينيين، من قطاع غزة والضفة، بالدخول إلى داخل الخط الأخضر والتحرك بحرية بين الضفة وغزة، كما كان بالإمكان السفر إلى خارج البلاد عن طريق رفح أو معبر الملك حسين أو مطار اللد.
وبعد العام 1991 بدأت بفرض قيود على الحركة، ومنعت الفلسطينيين بشكل جارف من الدخول أو السفر عن طريقها، كما بدأت بشكل تدريجي بفصل قطاغ غزة عن الضفة الغربية، رغم توقيعها على بند في اتفاقية أوسلو ينص على أن قطاع غزة والضفة الغربية هما وحدة جغرافية واحدة.
وفي العام 2000 فرضت قيود جديدة على قطاع غزة للعبور عن طريق معبر بيت حانون (إيرز)، ومنع الطلاب الغزيون من الدراسة في جامعات الضفة. وفي العام 2005، وبعد تنفيذ خطة "فك الارتباط"، منع الغزيون من العمل داخل إسرائيل.
وفي العام 2007 فرضت إسرائيل الحصار الشامل على قطاع غزة