المصدر / وكالات - هيا
في وقت تشير فيه المعلومات إلى أن عجلة المفاوضات النووية في فيينا تسير ببطء شديد وسط المراوغة الإيرانية بإلقاء كرة اللوم بملعب الأطراف الأخرى الجالسة على الطاولة، دعت الأمم المتّحدة، الأطراف المعنية للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015.
في التفاصيل، طالبت نائبة الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إيران، بالعودة عن الخطوات التي اتّخذتها والتي لا تتّفق مع التزاماتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق السابق.
"انتهاكات إيرانية مفصّلة"
كما ذكّرت المسؤولة الأممية بأنّ التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير فصّل الانتهاكات الإيرانية لبنود الاتفاق النووي منذ انسحبت الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب في 2018.
بالمقابل، دعت الولايات المتّحدة إلى رفع عقوباتها وتمديد الإعفاءات المتعلّقة بتجارة النفط مع إيران.
وفي بيان مشترك، أكّدت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، الدول الغربية الثلاث التي ما زالت أطرافاً في اتّفاق 2015، أنّ الباب الدبلوماسي لا يزال مفتوحاً للتوصّل إلى اتّفاق الآن.
وأضافت الدول الثلاث، المنضوية مع روسيا والصين في اتّفاق فيينا، أنّه يجب على إيران أن تختار بين انهيار الاتفاق وإبرام آخر عادل وشامل لمصلحة الشعب الإيراني.
من ناحيته أكّد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أنّ بلاده لم تفرض أيّ شروط مسبقة أو شروط جديدة للعودة لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مشدّداً على أنّ جميع الإجراءات التي اتّخذتها طهران منذ انسحبت واشنطن من الاتّفاق يمكن عكسها، وفق قوله.
بالمقابل اكتفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد بالقول إنّ الولايات المتّحدة لا تمانع العودة للاتفاق إذا امثلت إيران تماماً.
خروج وعودة
يذكر أن إيران كانت أبرمت مع الدول الست العظمى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) عام 2015 في فيينا اتفاقاً بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما أتاح حينها رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وذلك مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلميتها.
إلا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018 بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجياً عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينصّ عليها.
إلا أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن أبدت رغبتها بالعودة للاتفاق بشرط أن تعود إليه أولاً إيران، وقد بدأت الدولتان فعلاً في نيسان/أبريل الماضي في فيينا مفاوضات غير مباشرة، بوساطة أوروبية خصوصاً، لإعادة إحياء الاتفاق.
وبعدما توقفت طوال 5 أشهر، استؤنفت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتّحدة، لكن المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا، وصف المباحثات بالصعبة جدا، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات العالقة.