المصدر / وكالات
استقبل المرشد الإيراني، علي خامنئي، أعضاء الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة المنتهية ولايته، وكلف مجلس الخبراء الجديد اختيار خليفة له، واضعاً 3 شروط أو ميزات يجب أن يتحلى بها المرشد المقبل، وهي "أن يبقى ثورياً ويفكر ثورياً ويعمل ثورياً" بعيداً عن التفكير المصلحي، على حد تعبيره.
وتحدث خامنئي الذي يعاني من سرطان البروستاتا، حسب مختلف التقارير غير الرسمية، بطريقة وكأن أيامه باتت معدودة، حيث ركز في حديثه على اختيار المرشد الذي يأتي بعده وهو يوصي مجلس الخبراء الجديد أن يأخذ شروطه إذا حان الوقت لهذا الاختيار، مذكراً الأعضاء الجدد للمجلس بأن أي تقصير في هذه المهمة قد يؤدي إلى إحداث خلل في النظام الحالي، أي نظام ولاية الفقيه.
ويتمتع الولي الفقيه "المرشد الأعلى" بصلاحيات دستورية مطلقة مما تجعله فوق كافة المؤسسات في البلاد، فهو القائد العام للقوات المسلحة، ويعين رئيس السلطة القضائية، وأعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام الـ44 والفقهاء الأعضاء في مجلس صيانة الدستور، ويؤيد تعيين رئيس الجهورية بعد انتخابه من قبل الشعب، وبإمكانه إلغاء أي قانون يصدر من مجلس الشورى بقرار يطلق عليه "الفرمان الحكومي".
وفي هذه الجلسة، أعرب خامنئي عن أسفه للخسائر التي مني بها المتشددون في إيران، خاصة زعيميهم "آية الله محمد يزدي" الرئيس السابق لمجلس الخبراء، و"آية الله مصباح يزدي" الأب الروحي للتيارات الأكثر تشدداً في إيران، مؤكداً أن أهمية الشخصين لن تتزعزع.
اتهام الإعلام البريطاني
وقبيل الانتخابات الأخيرة كان خامنئي تهجم على الإعلام البريطاني واتهمه بالسعي لتوجيه الناخبين الإيرانيين بغية التصويت لصالح شخصيات وتيارات محددة فقال "الإذاعة البريطانية تصدر تعليمات للشعب الإيراني ولأهالي طهران بالتصويت لزيد وعدم التصويت لعمر، ماذا يعني هذا؟ عندما ندعو الناس أن يشاركوا في الاقتراع بوعي والتحلي بالبصيرة والتعقل فإننا نريد منهم أن يعوا ما يريده العدو، فعندما تعرفون ما الذي يبحث عنه العدو ستصوتون خلافا لما يريده".
وحاول خامنئي اللعب بورقة نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها المعتدلون وما تبقى من الإصلاحيين، ليثبت أن انتخابات عام 2009 المثيرة للجدل كانت سليمة، فأكد "أن سلامة الانتخابات الأخيرة تظهر أن نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية لعامي 2005 و2009 كانت سليمة أيضاً"، نافياً بذلك الأسباب التي أدت إلى احتجاجات واسعة في العاصمة طهران والمدن الكبرى ضد تزوير الانتخابات لصالح محمود أحمدي نجاد، حيث قمعتها قوات الأمن والحرس الثوري، وسقط خلالها عشرات القتلى، واعتقل الآلاف، وفرضت السلطات الإقامة الجبرية على زعيمي المحتجين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، حيث لا يزالان يخضعان لها.
وفي انتخابات مجلسي الشورى والخبراء قبل أسبوع، رفض مجلس صيانة الدستور أهلية الآلاف من المرشحين، أغلبهم ينتمون للتيار الإصلاحي الذي خرج من رحم النظام الديني الحاكم في إيران.
النفوذ الخارجي
ومثل كل مرة حذر خامنئي مما وصفه بــ"النفوذ الخارجي للأعداء"، وعادة يكرر المرشد الإيراني كلمة "العدو" في جميع خطاباته تقريباً، ويؤكد أن الغربيين يحاولون عبر أساليب مثل الارتباط بالجامعات والعلماء، وعبر الأنشطة الثقافية النفوذ في إيران، داعيا الإيرانيين للتصدي لهذا النفوذ عبر تقوية قدراتهم الداخلية.
وفي هذا الخطاب تحدث المرشد الإيراني عن علاقة بلاده بالغرب بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى الكبرى فقال "يأتي الغربيون اليوم (إلى إيران)، إلا أن مجيئهم لم يؤدِّ حتى الآن لأي نتيجة إيجابية، في حين يجب أن يتم تحديد التأثير العملي لزياراتهم، فإذا كانت مجرد حبر على ورق لا فائدة منها".
ويرى المراقبون أن المرشد الإيراني متخوف من أن تؤدي الانتخابات الأخيرة لانفتاح قد يخرج البلاد من قبضته وسيطرة المؤسسات العسكرية والأمنية المرتبطة به مباشرة، فيحاول طرح موضوع النفوذ الخارجي كغطاء لمواجهة مطالبات بالانفتاح كنتيجة مباشرة لاستحقاقات ثورة عام 1979 من قبيل حرية الرأي وحرية التعبير، والتأكيد على مبدأ الجمهورية مقابل سلطات ولي الفقيه المطلقة.