المصدر / وكالات
في الوقت الذي تعالت فيه معظم أصوات المعارضة السورية رافضة ما حكي عن "تقسيم أو فدرلة" لسوريا بعد أن أثير على لسان مسؤولي روسيا، وأتى الموقف التركي رافضاً بدوره لهذا الطرح، قال دبلوماسيون إن قوى كبرى قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن سوريا تبحث إمكانية تقسيم الدولة التي مزقتها الحرب تقسيماً اتحادياً يحافظ على وحدتها كدولة واحدة بينما يمنح السلطات الإقليمية حكماً ذاتيا موسعا.
ويتزامن استئناف محادثات السلام في جنيف مع الذكرى الخامسة لبداية الثورة السورية والاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد.
تقسيم سوريا على أساس اتحادي
وفي حين يستعد وسيط الأمم المتحدة للسلام ستافان دي ميستورا للاجتماع مع وفود من النظام السوري والمعارضة فإن فكرة تقسيم سوريا على أساس اتحادي تعد من بين الأفكار التي تحظى باهتمام جاد في الوقت الراهن.
وقال دبلوماسي بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا فحسب تبحث أيضا إمكانية إقامة نظام اتحادي لسوريا وعرضت الفكرة على دي ميستورا. وأضاف الدبلوماسي "مع التأكيد على الحفاظ على سلامة أراضي سوريا من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادي سيكون -كما في بعض هذه النماذج- متحررا للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق".
ولم يقدم أي تفاصيل عن نماذج تقسيم اتحادي للسلطة يمكن تطبيقه على سوريا. وقد أكد دبلوماسي آخر بالمجلس التصريحات.
المعارضة لا تحبذ والديمقراطي الكردي لا يمانع
يذكر أن المعارضة السورية رفضت هذا الأسبوع اقتراحا قدمته روسيا بأن توافق محادثات السلام على نظام اتحادي للبلاد. وقال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن أي حديث عن هذه الاتحادية أو شيء قد يمثل توجها لتقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق.
لكن فكرة الاتحادية بالنسبة لسوريا ليست مستبعدة. ففي حديث صحفي يوم الخميس قال دي ميستورا "السوريون كلهم رفضوا تقسيم سوريا ويمكن مناقشة مسألة الاتحادية في المفاوضات".
ولم يستبعد الأسد في مقابلة أجريت معه في سبتمبر الماضي فكرة الاتحادية عندما سئل عنها، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون عبر استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور.
من جهته، أوضح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي يتمتع بنفوذ واسع على المناطق الكردية في سوريا أن الحزب منفتح على الفكرة. وقال مسلم لرويترز يوم الثلاثاء "ما تصفونه ليس مهما.. قلنا مرارا وتكرار أننا نريد سوريا لا مركزية.. فلنسمها إدارات أو لنسمها اتحادية .. كل شيء ممكن".
وليس من المتوقع عقد الجولة القادمة من محادثات السلام السورية قبل 24 مارس. وبعد انتهاء تلك الجولة فإنه من المتوقع حدوث استراحة في المحادثات لمدة أسبوع أو عشرة أيام قبل استئنافها مرة أخرى.