المصدر / وكالات - هيا
أثارت عودة زعيم "الجماعة الليبية المقاتلة" المصنّفة تنظيما إرهابيا، عبد الحكيم بلحاج إلى ليبيا، بعد غياب 5 سنوات قضاها بين تركيا وقطر، جدلا واسعا وتساؤلات بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد، على وقع انقسام سياسي ومؤسساتي واتهامات وتهديدات متبادلة بين المعسكرات المتنافسة.
ووصل بلحاج إلى العاصمة طرابلس قادما من الدوحة، مساء الخميس، وكان في استقباله عدد من أنصاره وأقاربه ورفاقه بالجماعة الليبية المقاتلة، كما ظهر وهو في حماية مسلحين.
وفور وصوله، دعا بلحاج في بيان إلى الحوار ودعم المسار السلمي للخروج من الأزمة الراهنة، وقال إنه سيواصل عقد لقاءات مع كافة الفاعلين بالقضية الليبية "بعيدا عن أي مصالح سياسية متعلقة بتقاسم السلطة، أو تهديد وحدة الليبيين"، وهو بمثابة إعلان عن عودة مرتقبة لهذه الشخصية الجدلية للمشهد والنشاط السياسي.
وبلحاج، يعد أحد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، وهو مدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي.
وبلحاج، الذي كان سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام القذافي، تحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، وأصبح يمتلك شركة طيران وقناة تلفزيونية، كما لعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب "الوطن" وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس.
ورغم محاولة إظهار نفسه على أنه شخصية سياسية سلمية، فإن الماضي لا يزال يطارد عبد الحكيم بلحاج، حيث لم ينس الليبيون تاريخه الإرهابي، وكيف قاتل بجانب أسامة بن لادن في أفغانستان، وقاد الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة تنظيما إرهابيا.
ولهذا السبب، أثارت عودته حفيظة أغلب الليبيين، وفتحت المجال أمام تكهنات كثيرة حول أسباب السماح له بالعودة في هذا التوقيت، وما إذا كان سيدخل في تحالف مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أو أنه يطمح لدور قيادي جديد في ليبيا، وهل ستفتح عودته الباب أمام رجوع رفاقه في الجماعة الليبية المقاتلة إلى البلاد؟