المصدر / وكالات
أكد مصدر فرنسي متابع للملف السوري لـ "الحياة" اللندنية، أن "باريس قلقة من اتجاه أميركي للعمل على الملف السوري في شكل ثنائي منفرد مع روسيا و"تناسي" الدول الأخرى المحسوبة في إطار تحالف في المواقف حول سورية، ومن بينها فرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا".
وأوضح المصدر أن "هذه الدول تعتبر أن وزير الخارجية الاميركية جون كيري يتساهل في كثير من المواقف مع الروس خوفاً من أن يخرجوا من الحوار الجاري بينهم وبين الولايات المتحدة في شأن الأزمة السورية"، ذاكرا انه "مبدئياً، هناك مجموعة مهمتها التحقق من خروقات وقف القتال في سورية، لكن هذه المجموعة لا تصدر شيئاً عمداً لأن الجانبين الأميركي والروسي يتفقان على ضرورة عدم تسريب أي خبر عن محادثاتهما، كما أنهما لا يريدان أي تدخل في هيئة التحقق من الخروقات، ما يزيد من عدم الصدقية في عملها".
ولفت المصدر الى أن "باريس وشركاءها الأوروبيين والعرب وتركيا مستاؤون من استمرار الأمور على هذا النمط".
وينقل الأوروبيون عن الأميركيين، في هذا الإطار، إن "لديهم هاجساً من إمكان أن يترك الروس المفاوضات إذا كانوا موضع اتهام بعدم الالتزام باتفاق الهدنة".
واعتبر المصدر أن "ليس هناك أي احتمال لأن يترك الجانب الروسي المفاوضات لكن الأميركيين مقتنعون بأن أي حل لسورية لا يمكن إلا أن يكون عبر الروس، ولذا فهم يتخوفون من أي قضية قد تؤدي إلى خروج الروس من المحادثات".
وزاد المصدر أن "باريس تتفهم كلياً ضرورة التحاور مع الروس، ولكن ذلك لا ينبغي أن يكون مناقضاً لكل ما تم الاتفاق عليه بين الدول الغربية الداعمة للمعارضة. وقال المصدر إن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية رياض حجاب مدرك لكل ذلك والتحفظات التي يبديها تهدف إلى طمأنة القوى المعارضة على الأرض"، موضحاً أن "حجاب في العمق يعرف انه ينبغي التوجه إلى المفاوضات في جنيف، وعرض موقف المعارضة على أقل تقدير".
ولفت المصدر إلى أن "من يشارك في قوة التحقق من وقف العمليات القتالية دولة، من بينها إيران التي لا تتكلم خلال الجلسات"، موضحاً أن "لبنان مشارك لكنه لا يحضر الاجتماعات لأسباب غير معروفة ويبقى مقعده فارغاً في الاجتماعات"، مشيرة الى ان "مهمة هذه القوة التي ترأسها أميركا وروسيا مراقبة وقف النار في سوريا مرة في الأسبوع لكنها ستبدأ الاجتماعات مرتين في الأسبوع بدءاً من الأسبوع المقبل"، لافتة الى ان "الرئاسة الأميركية والروسية لهذه القوة امتيازات لممثليهما على الدول الـ18 الأخرى، فمثلاً هم يرفضون وضع لائحة بكل الخروقات التي تحصل لأنهم لو فعلوا ذلك لظهر أن الأمور لا تسير بالشكل الجيد الذي يدّعونه".
واضاف المصدر أن "هناك مشكلة في الصيغة التأسيسية لقوة مراقبة وقف النار، إذ يُفرض عليها عدم التصريح علناً، وعلى ضوء هذا، لم يعد لفرنسا أو بريطانيا دور عملي في إظهار الخروقات أو توقعها، وهذا ما ستقوله هاتان الدولتان لكيري في اجتماع اليوم في باريس".