المصدر / وكالات - هيا
ادعى تقرير إسرائيلي، أن سلطات الاحتلال قدمت "مؤخرا" لحركة المقاومة الإسلامية ("حماس")، عرضا لإجراء صفقة تبادل أسرى، يشمل الإفراج عن مئات الأسرى مقابل الأسرى الإسرائيليين الأربعة المعتقلين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.
جاء ذلك في تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية ، في أعقاب نشر "كتائب عز الدين القسام" - الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو للأسير هشام السيّد الذي تحتجزه منذ سبع سنوات في قطاع غزة المحاصر.
وزعمت القناة أن العرض الذي قدمته إسرائيل يشمل الإفراج عن "عدة مئات" من الأسرى، وقالت القناة إن العرض لا يشمل "قتلة إسرائيليين أو الذين تلطخت أيديهم بالدماء"، في إشارة إلى قيادات الحركة الوطنية الأسيرة أو الذين يخضعون لأحكام بالسجن لفترات طويلة.
وبحسب التقرير فإن حركة حماس رفضت العرض، وذلك في ظل اعتراضها على عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب العرض الإسرائيلي. يأتي ذلك كذلك في أعقاب اتهام رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مساء الثلاثاء، لحركة حماس، بـ"تأخير التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى".
وادعت القناة 12 أن "حركة حماس باتت تدرك أن المعادلة قد تغيرت وقررت نشر الفيديو في محاولة لإعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات"، في حين اعتبر المسؤولون الإسرائيليون، من بينهم بينيت ووزير الخارجية، يائير لبيد، ووزير الأمن، بيني غانتس، أن نشر مشاهد الفيديو المتعلقة بالسيّد تأتي في إطار "محاولات الاستفزاز".
وفي مقدمة المقطع المصور الذي نشره الإعلام العسكري لحركة حماس والبالغة مدته 39 ثانية، كتب أنه يعود لـ "هشام السيد الجندي في جيش الاحتلال في أسره لدى كتائب القسام".
وظهر السيد الذي اختفى في قطاع غزة في نيسان/ أبريل 2015، يرقد على سرير طبي وهو موصول بجهاز للتنفس الاصطناعي. وعرض المقطع أيضا بطاقة الهوية الإسرائيلية للسيد (34 عاما) وظهرت على شاشة تلفاز قريب منه مشاهد لمؤتمر عقد في 21 من الشهر الجاري في منتدى قطر الاقتصادي.
وجاء نشر المقطع بعد أقل من يوم من إعلان الكتائب أن "تدهورا طرأ على صحة أحد أسرى العدو (إسرائيل) لدى كتائب القسام". في إعلان أثار ضجة واسعة في إسرائيل، ووصفته الصحافة الإسرائيلية بـ"الاستثنائي".
ولدى حماس أربعة إسرائيليين بينهم جنديان، تقول إسرائيل إنهما قُتلا خلال حرب 2014، لكن حماس لم تكشف أي تفاصيل عن مصيرهما. في حين تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلية نحو خمسة آلاف فلسطيني، بينهم 700 مريض و200 طفل و38 سيدة، وفق مصادر فلسطينية.
وفي تعقيبه على المقطع المصور، اتهم بينيت حركة حماس باحتجاز "مدنيّين مضطربين نفسيًا، خلافًا لجميع المواثيق والقوانين الدولية"، وقال إن إسرائيل ستواصل جهودها لاستعادة أسراها لدى حركة حماس في قطاع غزة،
واعتبر بينيت أن بث مقطع فيديو يوثق أسيرا مريضا يعتبر "عملا شنيعا ويائسا"، وحمل حماس المسؤولية عن حالة "المدنيَين الأسيرَين"، مشددا على أن "هشام السيد ليس جنديا، لكنه مواطن إسرائيلي مصاب نفسيا عبر الحدود إلى قطاع غزة عدة مرات من قبل".
وزعم بينيت أن "حماس تعطل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق (حول صفقة تبادل أسرى)"، معتبرا أن "أنشطة حماس دليل على أنها منظمة إرهابية".
بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الوشيك، وزير الخارجية، لبيد، إن "إسرائيل تعتبر حركة حماس مسؤولة بشكل مباشر عن حالة مواطنيها الذين تعتقلهم في انتهاك للقانون الدولي".
ودعا لبيد "المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات التي تتعامل مع المرضى النفسيين، إلى إدانة حماس لسلوكها اللاإنساني والمطالبة بالتصرف وفق القانون الدولي والإفراج عن المدنيين والجثتين التي تحتجزهما".
من جانبه، شكك وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، بـ"مصداقية" الفيديو الذي بثته حركة حماس، وقال إنه يهدف إلى "الابتزاز"، وأضاف في تغريدة على "تويتر"، أنه "حماس مسؤولة عن حالة الأسيرين المدنيين، هي تدفع وستستمر في دفع ثمن الإرهاب الذي تنشره".