المصدر / وكالات - هيا
عززت القوات الروسية مكاسبها الميدانية في أوكرانيا، وسيطرت على مصفاة نفط في ليسيتشانسك في منطقة لوغانسك بإقليم دونباس (شرق)، وقصفت بلدة في مقاطعة أوديسا (جنوب) مما أدى إلى سقوط قتلى، في حين تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم المزيد من الدعم لكييف لمساعدتها على صدّ الهجوم الروسي.
في حين استمر الجدل بشأن جزيرة الثعبان الإستراتيجية على البحر الأسود، حيث رجحت الاستخبارات البريطانية أن تكون القوات الروسية اضطرت للانسحاب منها بعد تعرضها لضربات أوكرانية، خلافا لما أعلنته موسكو.
وأعلنت القيادة الإقليمية في مقاطعة أوديسا (جنوبي أوكرانيا) ارتفاع عدد قتلى القصف الروسي على المقاطعة إلى 17 وإصابة 31 شخصا. واستهدف القصف مبنى سكنيا في المقاطعة الواقعة على البحر الأسود، وما تزال عمليات إزالة الأنقاض والبحث عن ناجين متواصلة.
وفي ميكولايف، قال مراسل الجزيرة إن سلسلة انفجارات هزت صباح اليوم المقاطعة الجنوبية.
وفي وقت سابق، أعلنت قوات الانفصاليين الموالية لروسيا السيطرة الكاملة على منطقة مصفاة النفط في ليسيتشانسك بإقليم دونباس الذي تسعى القوات الروسية للسيطرة عليه بالكامل. وبثت وسائل إعلام حكومية روسية صورا لسيطرة القوات الروسية على المصفاة.
يذكر أن ليسيتشانسك آخر مدينة تحت السيطرة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.
جزيرة الثعبان
وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إجلاء قواتها من جزيرة الثعبان التي سيطرت عليها في بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وقالت الوزارة إن القرار جاء لإثبات أن روسيا لا تقف في وجه تصدير الحبوب من أوكرانيا، ولمنع كييف من "المتاجرة بموضوع الغذاء"، وفق تعبيرها.
من جانبه، أكد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن قوات بلاده طردت الروس من جزيرة الثعبان الإستراتيجية في البحر الأسود. وقالت وسائل إعلام أوكرانية إن قوات بلادها استهدفت القوات الروسية في الجزيرة بقصف مدفعي وصاروخي.
وتقع هذه الجزيرة -التي فيها وجود عسكري- جنوب غربي أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني، حيث تتكدس ملايين الأطنان من الحبوب، ويقع قبالة مصب نهر الدانوب.
ولم يتضح إذا كان تغير القوة المسيطرة على الجزيرة سيؤثر على صادرات الحبوب من أوكرانيا عن طريق البحر.
من جهتها، قالت الاستخبارات البريطانية إن انسحاب روسيا من جزيرة الثعبان ناجم على الأرجح عن تعرض قواتها لضربات أوكرانية وليس بادرة حسن نية كما ذكرت موسكو.
ورجحت الاستخبارات البريطانية استمرار القتال العنيف من أجل السيطرة على المرتفعات حول مصفاة النفط في ليسيتشانسك.
مواصلة الدعم
وتزامنت هذه التطورات مع تلقّي كييف وعودا بمساعدات مالية وعسكرية إضافية من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي ختام قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بمدريد، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة دعم أوكرانيا حتى التأكد من عدم هزيمتها أمام روسيا.
وقال بايدن -في مؤتمر صحفي- "اتحدنا خلال قمة الناتو لمواجهة التحديات التي تشكلها روسيا والصين… نعزز وجودنا في كل مكان وسيكون لدينا انتشار في دول البلطيق".
وأكد أن الولايات المتحدة تجمع العالم لدعم أوكرانيا، وأن هناك دولا التزمت بتعهدات جديدة لتحقيق ذلك الدعم، مشيرا إلى تقديم بلاده نحو 7 مليارات دولار لكييف منذ بدء ولاية إدارته، وأنها ستعلن عن مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار في الأيام القليلة المقبلة.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم بلاده دعما عسكريا إضافيا لأوكرانيا بمقدار مليار جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار) لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد روسيا.
وقال جونسون "سنواصل الوقوف بشكل مباشر خلف الشعب الأوكراني لضمان فشل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أوكرانيا".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشدد على ضرورة تكثيف الحراك الدبلوماسي للوصول إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا.
وأوضح أردوغان أنه سيتم إطلاق آلية برعاية الأمم المتحدة في إسطنبول لإخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود.