المصدر / وكالات - هيا
في محاولة جديدة لمنع خروج التوتر الشديد بين بلديهما عن السيطرة، اجتمع وزيرا الخارجية الأميركي والصيني في لقاء نادر، اليوم السبت، في جزيرة بالي الإندونيسية.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، أنه لا يوجد بديل للدبلوماسية المباشرة في بداية اجتماع مع نظيره الصيني وانغ يي في منتجع جزيرة بالي بإندونيسيا.
وأعرب بلينكن عن أمله في أن تكون المحادثات مع نظيره الصيني وانغ يي "بنّاءة"، مشيراً إلى أن "في علاقة معقّدة ومهمّة مثل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، هناك أشياء كثيرة يجب مناقشتها"، مضيفاً "نتطلّع إلى حوار مثمر وبنّاء".
من جهته، قال وانغ يي في مستهل الاجتماع، إن على الصين والولايات المتّحدة "العمل معًا" لمحاولة تخفيف التوتّر بينهما.
وأضاف وانغ أن "الصين والولايات المتّحدة بلدان كبيران، لذا من الضروري أن تحافظ الدولتان على تبادلات طبيعيّة" بينهما.
كما تابع قائلاً "يجب أن نعمل معاً لضمان أن تستمرّ هذه العلاقة في التقدّم على المسار الصحيح"، داعياً إلى "الاحترام المتبادل".
ويعقد بلينكن ووانغ محادثات صباحاً، ويجتمعان على غداء عمل في الجزيرة الإندونيسية، بعد مشاركتهما في اجتماع لمجموعة العشرين.
خلافات لا تعد ولا تحصى
وفي ظلّ عزل الغرب لروسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ووسط تزايد حال عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد العالمي، اتّخذت كل من الصين والولايات المتّحدة خطوات حذرة للسيطرة على خلافاتهما التي لا تُعد ولا تُحصى.
في هذا السياق، قال دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، إن بلينكن سيسعى إلى إيجاد "حواجز حماية" في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.
كذلك أوضح لصحافيين أن الولايات المتّحدة ستسعى "لبذل كل ما في الإمكان، لضمان أن نتجنّب أيّ سوء تقدير قد يؤدّي بدون قصد إلى نزاع".
يشار إلى أن بلينكن ووانغ يجتمعان شخصياً، للمرّة الأولى منذ تشرين الأوّل/أكتوبر 2022، لتمهيد الطريق لمحادثات افتراضية متوقّعة في الأسابيع المقبلة بين الرئيسَين الأميركي والصيني جو بايدن وشي جينبينغ.
ومنذ الشهر الماضي، أجرت الولايات المتّحدة والصين أيضاً محادثات جمعت قادة قطاعات الدّفاع والمال والأمن القومي من البلدين، فضلا عن كبار القادة العسكريين.
أزمة تايوان
لكنّ التوتّر لا يزال شديداً، خصوصاً في ما يتعلّق بتايوان، إذ أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصعيد الصين الضغوط على الجزيرة التي تعتبرها جزءًا من أراضيها.
وازدادت صلابة وجهات نظر الولايات المتحدة تجاه الصين في السنوات الأخيرة، وحافظ بايدن إلى حدّ كبير على جوهر النهج المتشدّد الذي اعتمده سلفه دونالد ترمب والمتمثّل في النظر إلى بكين باعتبارها المنافس العالميّ البارز للولايات المتحدة.
لكنّ بلينكن أوضح في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "حرب باردة" جديدة، رغم الانتقادات التي تشمل اتّهام بكين بارتكاب إبادة جماعية بحق شعب الأيغور.
ويُتوقّع أن تُخفّف إدارة بايدن قريبًا بعض الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على السلع الصينيّة، في خطوة يمكن أن تخفّف من التضخّم المرتفع الذي أصبح يمثّل عبئًا سياسيًا كبيرًا في الولايات المتحدة.