المصدر / وكالات - هيا
حذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، من أن أمد النزاع الدائر في أوكرانيا "سيطول" وأنه سيتعين على الفرنسيين أن يستعدوا للاستغناء عن الغاز الروسي الذي تستخدمه موسكو "سلاح حرب"، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.
وقال ماكرون خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي إف-1" الفرنسية عقب حضوره العرض العسكري التقليدي في الشانزليزيه: "علينا جميعا أن نستعد لحرب طويلة الأمد. سيكون الشتاء ومطلع الخريف من دون شك قاسيين جدا".
وفي حين تلقي الحرب في أوكرانيا بثقلها على النمو وتتسبب تداعياتها بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، قال ماكرون: "يجب أن نستعد للاستغناء عن الغاز الروسي"، معلنا أن الدولة بصدد إعداد خطة لترشيد استهلاك الطاقة.
وكان ماكرون قد حضر صباحا العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، في سياق من التوتر بين الغرب وروسيا مع عودة الحرب إلى القارة الأوروبية من خلال النزاع العسكري الدائر بين موسكو وكييف.
ومنذ بداية الحرب عزّزت فرنسا حضورها العسكري في شرق أوروبا. وقد أرسلت 500 جندي فرنسي بشكل عاجل إلى رومانيا في نهاية فبراير، في إطار حلف شمال الأطلسي ومستعدة لزيادة عديدها إذا لزم الأمر.
وتشارك فرنسا أيضًا في مهام برية وجوية في إستونيا ترمي إلى طمأنة البلاد، وتساعد مقاتلاتها "رافال" في حماية الأجواء البولندية.
وبسبب الحرب في أوكرانيا والتضخم أيضا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن "إعادة تقييم" لقانون البرمجة العسكرية (2024-2020) من أجل "تكييف الوسائل مع التهديدات".
وبدأ رئيس الدولة في 2017 زيادة اعتمادات الدفاع بشكل كبير بعد سنوات من التراجع. وسترتفع ميزانية القوات المسلحة في العام 2023 إلى 44 مليار يورو.
لكن النزاع العنيف الدائر في أوكرانيا كشف أوجه القصور في نظام الدفاع الفرنسي، لاسيما من حيث الذخيرة.
والأربعاء قال ماكرون إنه يتعيّن "إعادة بناء بعض المخزونات بشكل أسرع وأكثر قوة، وأن نتمكن من إنتاج مزيد من المعدات المتكيفة مع هذه الحرب العنيفة الدائرة على أرضنا".
وعلى الرغم من تدهور أوضاع المالية العامة من جراء تداعيات الجائحة، تأمل الرئاسة الفرنسية جمع المعارضة حول الملف الدفاعي الذي يحظى نسبيا بإجماع بين مختلف الأطراف السياسيين.
وللأمر تأثير أيضا على ثقل فرنسا في أوروبا وعلى الساحة الدولية، في توقيت تعمد دول عدة في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تسليح قواتها بدءا من ألمانيا التي رصدت استثمارا بمئة مليار يورو لجيشها.