المصدر / وكالات - هيا
اعتبر قائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي ("سينتكوم")، الجنرال مايكل كوريلا، أن تعاونا بين إسرائيل ودول عربية في مجال الدفاع الجوي والدفاع أمام الصواريخ هو أولوية عليا بالنسبة للولايات المتحدة، حسب ما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الجمهة.
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى تعزيز تعاون كهذا، بادعاء أن هجمات تشنها إيران ومنظمات موالية لها بصواريخ وطائرات مسيرة أصبحت "التهديد المركزي" على الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية. وتعتبر الإدارة الأميركية أن تعزيز التعاون بين إسرائيل وبين أكبر عدد ممكن من الدول العربية، يجب أن يكون من خلال دمج بين قدرات الإنذار المبكر والاستخبارات واعتراض الصواريخ والمسيرات.
وزار كوريلا إسرائيل، الأسبوع الحالي، قادما من الأردن وبعد زيارة لقاعدة التنف في سورية التي تتواجد فيها قوات أميركية. والتقى مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ووزير الأمن، بيني غانتس، كما التقى ضباطا يعملون في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وبضمنها "القبة الحديدية" ومنظومة "حيتس" لاعتراض الصواريخ البالستية.
وقال كوريلا إن لقاءه مع هؤلاء الضباط جعلوه يدرك الإستراتيجية الإسرائيلية من زاوية أخرى ونظرة الجنود الميدانيين. وقال إن لقاءه معهم كانت عبارة عن "مداولات معمقة حول الابتكارات والتكنولوجيا".
ووبحسبه، فإن التحدي المركزي الذي يواجهه، كقائد "سينتكوم"، هو نفي الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تغادر الشرق الأوسط وتهدئة حلفاء أميركا بشأن التزام إدارة بايدن تجاه أمن حليفاتها. وقال كوريلا إن "التزام القيادة الوسطى للجيش الأميركي تجاه المنطقة قوي كالفولاذ. فهذه المنطقة موجودة في مركز المنافسة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وبين روسيا والصين".
وتابع أن الولايات المتحدة تظهر التزامها هذا بواسطة تدريبات عسكرية مشتركة وتعاون استخباراتي وتطوير مشترك لأساليب قتال حديثة، وأيضا من خلال زياراته لدول ومحادثات هاتفية وعبر الفيديو التي يجريها عدة مرات أسبوعيا من مقر قيادته في فلوريدا مع نظرائه في إسرائيل ودول عربية.
وأضاف أن "الشرق الأوسط بالغ الأهمية للأمن والتجارة العالميين. وشرق أوسط آمن ومستقر بالغ الأهمية بالنسبة لإستراتيجية الدفاع الأميركية".
وقال كوريلا إنه بحث خلال زيارته لإسرائيل في التحديات الأمنية المشتركة، وجرى خلالها التركيز على منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية وتهديدات الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأضاف أن "دمج منظومات الدفاع الجوي خطوة بالغة الأهمية ستساعدنا في الدفاع عن قواتنا وعن شركائنا في المنطقة وعن مصالحنا. وهذا موضوع موجود بصورة واضحة في أولوية عليا، وبحثت ذلك خلال محادثاتي في تل أبيب والقدس".
ونقل "واللا" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن غانتس قال لكوريلا إن على إدارة بايدن منح "انتباه إسراتيجي" لدفع تعاون أمني بين إسرائيل والدول العربية.
وكانوا يأملون في إسرائيل بأن يدعو بايدن، خلال لقائه مع قادة دول عربية في السعودية، يوم السبت الماضي، إلى تعاون عسكري بين الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل ضد إيران. لكن دعوة كهذه لم تصدر بسبب معارضة السعودية والعراق وتخوفات دول أخرى من تعاون معلن كهذا.
وأعلن مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، الأسبوع الماضي، أن بلاده لا تؤيد إقامة حلف إقليمي ضد أي دولة في المنطقة وخاصة ضد إيران، وأن الإمارات تسعى لبناء جسور مع إيران وتعيين سفير في طهران. كذلك صرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بأنه لا توجد مناقشات حول تحالف دفاعي خليجي – إسرائيلي.
إلا أن كوريلا اعتبر أن "دول المنطقة بدأت ترى الثمار الأولى لاندماج إسرائيل في سينتكوم"، لكنه أشار إلى أن "هذه عملية طويلة وستستغرق وقتا إلى حين تثمر عن تعاون أمني شامل بين إسرائيل والدول العربية".
وادعى كوريلا أن "اتفاقيات أبراهام تخدم الأمن الإقليمي من خلال تواصل جيوش تواجه تهديدات وقلق أمني مشترك. وتسمح الاتفاقيات لنا التركيز على مجالات تلتقي فيها مصالحنا الأمنية".