المصدر / وكالات - هيا
حذّر رئيس الموساد، دافيد برنياع، مساء الخميس، من أن الاتفاق النووي الوشيك مع إيران "كارثة إستراتيجية"، وبحسب ادعاء برنياع فإنه على المدى الطويل، سيسهل هذا الاتفاق على إيران محاولة الحصول على سلاح نووي. ووفقًا لبرنياع، إن الشيء الوحيد الذي يتغير الآن هو "تكتيكات الاتفاق" الإيراني، الجارية تحت رعاية الدول العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
ويجري رئيس الموساد في الأيام الأخيرة، سلسلة لقاءات وإحاطات "ماراثونية"، في ظل الاقتراب من توقيع الاتفاق النووي الإيراني، بما في ذلك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، بحسب موقع "يديعوت أحرونوت".
وصرّح رئيس الموساد، إن "إيران ستعود إلى الاتفاقية لأن لها وللولايات المتحدة مصلحة إستراتيجية في القيام بذلك"، وأشار برنياع في إحاطات مختلفة إلى أن "فرصة توقيع الاتفاقات تقترب من 100%".
وحذّر برنياع في لقائه مع لبيد من أن "التوقيع سيسمح للإيرانيين بالوصول إلى قدرات كبيرة للغاية"، معللا ذلك بفضل "مئات المليارات من الدولارات التي ستدخل البلاد بمجرد رفع العقوبات" وفقا للاتفاق.
وبحسب برنياع، إن "هذه الأموال ستساعد جميع المنظمات الإرهابية، حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، والمتمردين الحوثيين، والمليشيات الموالية لإيران، وفيلق القدس وحماس"، ويضيف أن "هذا يفرض تحديات كبيرة في الساحة أمام الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل".
ويتخوّف رئيس الموساد من أن بعض دول المنطقة ستنظر إلى إيران على أنها "نموذج"، وسيكون من الصعب على إسرائيل مواجهة تمدد إيراني ملحوظ.
وأوضح برنياع في الإحاطات التي عقدها أن الاتفاقية التي على وشك التوقيع ستكون أسوأ من تلك التي كانت في عام 2015، أما الآن في عام 2022 سيوقع الأميركيون على اتفاق على الرغم من أن الإيرانيين ليس لدهم تفسيرات للملفات المفتوحة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وصدر عن البيت الأبيض في واشنطن، مساء اليوم الخميس، أن "الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيوافق على الاتفاق إذا رأى أنه يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي، ونحن مستعدون مع حلفائنا لجميع السيناريوهات سواء تحققت العودة المتبادلة للاتفاق النووي أم لم تتحقق".
وأضاف البيت الأبيض عبر المتحدث باسمه أن "الدبلوماسية هي السبيل الأفضل للعودة إلى الاتفاق النووي وسنواصل إجراء المحادثات بشأن ذلك، وإذا كانت إيران مستعدة للوفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق النووي فسنفعل المثل".
وفي سياق متصل، قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن الولايات المتحدة شددت مواقفها في رد نقلته إلى إيران، أمس الأربعاء، على مسودة الاتفاق النووي الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني اليوم الخميس.
وحسب المحلل السياسي في "واللا"، باراك رافيد، وهو أيضا مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، إلى واشنطن، الأسبوع الحالي، "خفّض بقليل" قلق إسرائيل من أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستقدم مجموعة تنازلات هامة أخرى من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.
وتدعي إسرائيل أنها تسعى إلى منع "تنازلات" أميركية، بإيفاد حولاتا إلى واشنطن، التي يتوجه إليها وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم. وصرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أمام مراسلي وسائل إعلام أجنبية، أمس، بأن الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور بين الدول العظمى وإيران "لا يستوفي المعايير التي حددها الرئيس بايدن بمنع تحول إيران إلى دولة نووية"، وكرر القول إنه في حال توقيع الاتفاق فإن إسرائيل لن تلتزم به، "وسنعمل من أجل منع تحول إيران إلى دولة نووية".