المصدر / وكالات
نشرت صحيفة "ذي ناشيونال إنترست" الأميركية مقالا عن "خمس فرضيات أساسية قدمتها وسائل إعلام غربية حول أسباب سحب روسيا قواتها من سوريا حيث أشارت إلى أن "الفرضية الأبسط تكمن في أن يكون نشر القوات الفضائية الروسية بسوريا في أيلول من العام 2015 قد جاء منذ البداية كعملية قصيرة الأمد".
كما لفتت الصحيفة إلى "تغيّر الديناميكية السياسية لعملية تسوية الأزمة السورية، الأمر الذي يدل عليه بوضوح عدم طرح استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل أحد كشرط أساسي لتنفيذ عملية السلام في البلاد"، مفيدةً أن "موسكو تسعى إلى وقف عمليتها العسكرية وهي في ذروة النجاح".
وأوضحت أن "التدخل الروسي في الأزمة السورية غير بشكل حاد صورة الكرملين ليس في الشرق الأوسط فحسب إنما وفي العالم برمته، حيث عرض العسكريون الروس قدرتهم على إعلان وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود بلادهم وأظهروا أن موسكو تستطيع تغيير الأوضاع في سوريا بصرف النظر عما يريده كل من واشنطن وبروكسل والرياض وأنقرة" ورأت أن "السبب الرئيسي لسحب موسكو قواتها الجوية الفضائية من سوريا في سعي روسيا إلى تجنب "الفخ الأفغاني".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "عندما أطلقت روسيا عملية نشر قواتها في سوريا بدأ بعض المعارضين السوريين بالبحث عن وسائل تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا"، مشيرةً إلى أن "هذا السيناريو لم يتحول إلى واقع، والأوضاع في سوريا استقرت، رغم توجس سلطات الدول الغربية".
ولفتت إلى أنه "يربط بعض الخبراء بدء سحب القوات الروسية من سوريا برغبة موسكو في تجنب خوض صراع سافر مع الرياض، إذ أظهرت موسكو أنها ما زالت منفتحة على تسوية الأزمة السورية عن طريق المفاوضات، التي ستأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما فيها الرياض".
ورأت أن "الفرضية الخامسة هي أن "روسيا تسعى إلى إظهار أن دعمها لدمشق من غير الممكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لا سيما وأن الأسد أصبح أقل ميولا للمشاركة في المفاوضات بعد النجاحات التي حققها جيشه في الآونة الأخيرة"، مشيرةً إلى أن "موسكو أعادت إلى أذهان سلطات دمشق أن روسيا تسعى إلى التسوية السلمية للأزمة السورية".
ويذكر أن عمليات القوات الفضائية الجوية الروسية في سوريا انطلقت في 30 أيلول من العام 2015.