المصدر / وكالات - هيا
فيما يحبس العراق أنفاسه خوفاً من تجدد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظة البصرة خلال الأيام الماضية، بين أنصار التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي القوي مقتدى الصدر وميليشيات مسلحة، بعضها منضوٍ ضمن الحشد الشعبي، تصاعدت المخاوف من وقوع اغتيالات تصب الزيت على النار، وتشعل البلاد.
"مجاميع مسلحة"
فقد كشفت برقية سرية سربت من قيادة عمليات بغداد، تحذر فيها من احتمال حصول اغتيالات داخل العاصمة، من قبل من سمَّتهم "مجاميع مسلحة" بواسطة سيارات لا تحمل لوحات مرورية أو مظللة، بالإضافة إلى دراجات يستقلها أكثر من شخص.
أتى هذا التحذير بالتزامن مع نزول المئات من أنصار "ثورة تشرين" إلى ساحة النسور ببغداد أمس للمطالبة بحل الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر، ووقف التدخلات الإيرانية في البلاد.
اشتباكات عنيفة
كما جاء بعد أيام على اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة الاثنين الماضي (29 أغسطس 2022) أدت إلى مقتل 30 شخصاً وإصابة العشرات جراء قتال مسلح بين أنصار الصدر ومسلحين موالين للإطار التنسيقي، الذي يضم أحزاباً وفصائل موالية لطهران، وبعد اشتباكات وتوترات في محافظة البصرة أيضاً جنوب العراق بين الصدريين وعصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي.
وقد دفع هذا المشهد المتوتر، رغم الهدوء الحذر الذي ساد لاحقاً العديد من المراقبين والمحليين العراقيين والسياسيين إلى التحذير من احتمال عودة الاقتتال والاغتيالات أيضا، لاسيما إذا مضى الإطار، الخصم الأشد للصدر، في خطته الدعوة لعقد جلسة برلمانية، من أجل انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
يذكر أن فتيل التظاهرات الصدرية انطلق إثر إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً، بعد مضي أشهر على إجراء الانتخابات النيابية في العاشر من أكتوبر الماضي 2021، والتي فاز فيها الزعيم الشيعي النافذ بالحصة الأكبر في البرلمان، من دون أن يتمكن من تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس جديد للبلاد، لعدم اكتمال النصاب، ولتمسك "الإطار التنسيقي"، الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وأحزابا أخرى مدعومة من إيران، بتشكيل الحكومة.