المصدر / وكالات - هيا
أيوب الريمي
9/9/2022
لندن- بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية فإن كل صلاحيتها انتقلت للملك الجديد تشارلز، في نظام سياسي متميز عن بقية دول العالم، حيث يسود فيه المَلك ولا يحكم، وحيث الملك ممنوع من إبداء الرأي السياسي علانية، ولكنه في المقابل سيرث تركة مالية ضخمة جدا تجعله من أغنى ملوك العالم.
يعد الملك رأس الدولة، وهو ممثلها الأسمى على الصعيد الدولي، وهو أيضا يعد المسؤول المباشر والأعلى لرئيس الوزراء، وإن كانت صلاحيات الملك لا تنص على التدخل في عمله الحكومي، إلا أن رئيس الحكومة ملزم بتقديم توضيحات دورية للملك والتشاور معه في عدد من القضايا المصيرية.
ومع ذلك فإن العرف الدستوري يمنح للملك اختيار من يشاء من الحزب المتصدر للانتخابات ليصبح رئيس الوزراء، إلا أن الأعراف باتت تقضي بأن يعين الملك الشخصية التي يختارها الحزب المتصدر للانتخابات والتي تكون في الغالب الشخصية التي تقود الحزب، وفي حال الاستقالة فإن رئيس الوزراء يقدم استقالته للحكومة التي تعلن عن قبولها، لتصبح استقالة رسمية.
باعتباره رأس الدولة، فإن الملك يقوم بإلقاء خطابات دورية أمام البرلمان، وذلك في قاعة مجلس اللوردات، حيث يقضي العرف بأن الملك من غير المسموح له أن يدخل قاعة مجلس العموم المخصصة للبرلمانيين.
وفي هذا الخطاب يحدد الملك الخطوط العريضة لبرنامج عمل الحكومة السنوي والتوجيهات حول القضايا التي يجب التركيز عليها في عمل الحكومة والبرلمان.
ويحافظ الملك على تواصل مباشر مع رئيس الوزراء، من أجل التنسيق في عدد من القضايا المصيرية التي تهم البلاد، ويوجد لدى الملك مجلس من المستشارين يقدمون له الاستشارة السياسية والاقتصادية، إلا أن الملك من غير المسموح له إبداء الرأي علانية حول المواقف السياسية.
وبما أن العمل السياسي ممنوع على الملك البريطاني وأسرته، فإن مجال اشتغاله يتركز بشكل كبير في رعاية المؤسسات الخيرية، وسيكون الملك الجديد مشرفا على أكثر من 600 جمعية خيرية.
كما أن ملك المملكة المتحدة يعد رأس الدولة في دول الكومنولث البالغ عددها 52 دولة، وهي سيادة رمزية.
اشتغل الأمير تشارلز في الكثير من الحملات لصالح علم البيئة والزراعة العضوية والهندسة المعمارية، وهو ما جر عليه الكثير من الانتقادات التي لم يعرها أي اهتمام، حيث اشتغل بصمت وأحيانا في الخفاء لزيادة حجم ثروته.
وتقدر ثروة الملك الجديد بحوالي 320 مليون دولار، وهو ثاني أغنى شخصية في الأسرة الحاكمة بعد والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، ونجح الملك تشارلز في زيادة دخله السنوي ليصل في العام الماضي إلى حوالي 27 مليون دولار، بزيادة سنوية قُدّرت 3%.
وتأتي مداخيل الملك الجديد بالأساس من دوقية كورنوال، وهي منطقة غنية وشاسعة المساحة في بريطانيا، والتي تعد امتيازا تاريخيا لوريث العرش، وتقدر الأصول لهذه الدوقية بأكثر من مليار دولار، وهو صاحب حق الانتفاع الوحيد منها.
ويعتبر الملك الجديد صاحب عقلية أعمال ناجحة، ذلك أن هذه الدوقية كان دخلها قبل 15 سنة لا يتجاوز 16 مليون دولار، إلا أنه نجح في الرفع منها من خلال الزيادة من قيمة هذه الدوقية الممتدة على 52 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، و2360 هكتارا من الغابات، وما قيمته 45 مليون دولار من الأراضي الصالحة للبناء و300 مليون دولار من العقارات التجارية.
ووفق صحيفة "تلغراف" (Telegraph) فإنه في حال وفاة أي شخص له أملاك عقارية في دوقية كورنوال وليس له من يرثه، فإن هذه الأملاك تنتقل ملكيتها إلى الأمير تشارلز بموجب القانون، وهو ما يدر على خزينة الملك الجديد مليون دولار سنويا.
Britain's Prince Charles visits the UNESCO World Heritage site of New Lanark
وسيحصل الملك على دعم من أموال دافعي الضرائب تحت بند "الدعم الملكي"، والذي يبلغ سنويا 110 ملايين دولار، وهو ما يعادل نحو 0.65 جنيه إسترليني كمساهمة من كل مواطن في بريطانيا.
وتعد دوقية لانكستر من أهم مصادر دخل الملك، وهي عبارة عن محفظة تضم أراضي خاصة تتضمن مشاريع تجارية وفلاحية وتجمعات سكنية وكلها في ملكية الملكة، ولهذه المنطقة التي تمتد على مساحة 18 ألف هكتار تاريخ عريق يعود لسنة 1265، وتصل مداخيل هذه الدوقية إلى 26 مليون دولار، وورثت الملكة هذه المنطقة عن والدها.
أما الكنوز من الجواهر والتاج البريطاني الشهير، فهي تعد كنوزا وطنية، وهي جزء من المجموعة الملكية التي تحتفظ بها الملكة كأمانة نيابة عن الأمة. وتتكون المقتنيات الثمينة للقصر من آلاف اللوحات الفنية، والمنسوجات والأثاث، والصور التي تؤثث القصور الملكية وخصوصا قصر باكنغهام.
كما تركت الملكة مجموعة من التحف النادرة، ومجموعة كبيرة من الطوابع الملكية التي ورثتها عن والدها جورج الخامس، إضافة لامتلاكها منزلا ريفيا بقيمة 65 مليون دولار، فضلا عن قصر "بالمورال" في أسكتلندا والذي تقدر قيمته بحوالي 140 مليون دولار.