المصدر / وكالات - هيا
على وقع التطورات الميدانية المفاجئة التي شهدها الشرق الأوكراني مع انسحاب القوات الروسية من عدة بلدات أحكمت لأشهر سيطرتها عليها، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الأحد أن قوات بلاده استعادت إيزيوم الإستراتيجية، في إطار هجوم مضاد واسع النطاق.
وفي كلمة وجّهها إلى الأمة بمناسبة مرور 200 يوم على بدء العملية الروسية، شكر زيلينسكي القوات الأوكرانية التي "حرّرت المئات من المدن والبلدات، لاسيما بالاكليا وإيزيوم وكوبيانسك"، في إشارة إلى ثلاث مناطق إستراتيجية استعادها الجيش في الآونة الأخيرة.
فما أهمية تلك المدن؟
تعليقا على هذا التقدم، أوضح مراقبون عسكريون أن استعادة الجيش الأوكراني مدينة إيزيوم من شأنها أن تشكل نكسة كبيرة للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بحسب ما نقلت فرانس برس.
إذ تشكل تلك المدينة مركزاً مهماً لسكك الحديد استولى عليه الروس في الربيع بعد معركة دامية استمرت أسابيع، من أجل نقل العتاد والمؤن.
مركز لنقل الإمدادات
بدورها، تعتبر كوبيانسك ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، بسبب خط سكة الحديد المباشر الذي يصل المدينة بروسيا.
فهذه البلدة، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب شرقي خاركيف، تعتبر مركزاً لنقل الإمدادات إلى القوات الروسية، وخسارتها تشكل بالتالي نكسة مؤلمة لموسكو.
وبحسب عدد من المراقبين فإن القوات الأوكرانية صممت عمداً على الذهاب بشكل أعمق خلف الخطوط الروسية، لعدة أسباب ، منها رفع الروح المعنوية للجنود.
قبل الشتاء
يشار إلى أن هذا التقدم أو التحول الميداني الأهم على خطوط القتال شرق أوكرانيا، يأتي في وقت حساس، قبل حلول الشتاء، حيث من المتوقع أن يتضاءل الدعم الغربي لاسيما الأوروبي لكييف، تحت وقع أزمة الطاقة التي على ما يبدو ستؤلم أوروبا برمتها، مع توقف الغاز الروسي ردا على العقوبات.
وكان الجيش الأوكراني أعلن صباح أمس استعادة مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3000 كيلومتر مربّع من القوات الروسية هذا الشهر.
أتى ذلك في إطار هجوم مضاد يتركّز في شمال شرقي البلاد، بعد 7 أشهر من انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، وسيطرتها لفترة طويلة سابقاً على مساحات واسعة في إقليم دونباس.