المصدر / وكالات - هيا
تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، باستعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا في بلاده، بفضل استمرار نجاح الهجوم العسكري المضاد.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المصور: “ربما يبدو لشخص ما أنه بعد سلسلة من الانتصارات أن هناك بعض الهدوء”، مضيفا أن هذا كان في الواقع “استعدادا” لاستعادة المدن الرئيسية ماريوبول وميليتوبول وخيرسون، المرحلة التالية من الهجوم المضاد.
وتابع الرئيس الأوكراني “لأن أوكرانيا يجب أن تتحرر- بأكملها”، فإن الجيش الأوكراني لن يسعى فقط إلى استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها قبل أن يبدأ الغزو الروسي، ولكن أيضا الأراضي في دونباس وشبه جزيرة القرم التي كانت تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ .2014
وأعلن الجيش الأوكراني أنه عبر بنجاح نهر أوسكيل في وقت سابق يوم الأحد، وأقام بذلك رأس جسر حيوي على ضفته اليسرى. وأظهر مقطع فيديو دبابة تعبر النهر وقابلها جنود أوكرانيون على الضفة الأخرى.
وتقدمت القوات الأوكرانية إلى نهر أوسكيل في وقت سابق من هذا الشهر، لكن القوات الروسية صدت حتى الآن عدة محاولات أوكرانية لعبور النهر.
وسيكون بناء رأس جسر على الجانب الشرقي لنهر أوسكيل، اختراقا استراتيجيا مهما للقوات الأوكرانية، إذ يمكنها من مواصلة التحرك شرقا باتجاه منطقة لوجانسك.
ولم يكشف الجيش عن الموقع الذي عبر النهر من عنده على وجه التحديد. غير أن معهد دراسات الحرب الأمريكي ذكر في وقت سابق الأحد أن القوات الأوكرانية سيطرت على الجزء الشرقي من مدينة كوبيانسك، وهي محور نقل مهم على نهر أوسكيل.
واستعادت كييف أكثر من 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في جميع أنحاء جنوب وشرق أوكرانيا منذ أوائل أيلول/سبتمبر الجاري، على الرغم من أن القوات الروسية تواصل قصف البلدات في منطقة خاركيف بعد انسحابها قبل أسبوع، حسبما قال حاكم المنطقة أوليه سينجوبوف عبر تلجرام.
وأكد تحليل نشرته وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا كثفت بشكل كبير من استهداف البنية التحتية المدنية مستخدمة في ذلك صواريخ بعيدة المدى طوال الأسبوع الماضي.
وقالت الوزارة إن المناطق التي تعرضت للقصف ضمت سدا في بلدة كريفي ريه الصناعية ، مشيرة إلى أن مثل تلك عمليات لا تقدم أي مكسب عسكري واضح.
ومع ذلك ، وبالنظر إلى الانتكاسات التي تواجه موسكو على خط المواجهة، قالت الوزارة إنه من المرجح أن تستمر روسيا في مثل هذه الهجمات لإضعاف المعنويات العامة في أوكرانيا.
وفي علامة أخرى على تنامي ثقتها، استبعدت كييف يوم الأحد بوضوح إجراء محادثات سلام أو لقاء بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوقت الحالي.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك قوله إن ” عملية المفاوضات في حد ذاتها واللقاء الشخصي بين الرئيسين لن يكون لهما معنى في الوقت الراهن”.
ودفع بودولياك بأن روسيا ستستخدم أي مفاوضات لتوطيد وإضفاء الشرعية على مكاسبها الإقليمية في الصراع حتى الآن، وقال إن أي توقف مؤقت في الأعمال القتالية لن يمنح موسكو سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها على طول خط المواجهة الجديد.
وتابع أنه علاوة على ذلك ، يجب تحميل روسيا المسؤولية عن جرائمها في أوكرانيا، مضيفا أن المفاوضات لن تكون ممكنة إلا بعد انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا بالكامل.