المصدر / وكالات - هيا
بالورود والصلوات وإطلاق 19 طلقة لتحيته.. كرمت اليابان اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في أول جنازة رسمية لرئيس وزراء سابق منذ 55 عاماً في مراسم مثيرة للانقسام كما كان في حياته. وتسعى السلطات إلى تجنّب أي قصور أمني على غرار ما جرى في حادث اغتياله في شهر يوليو الماضي.
وبدأت المراسم صباحا حيث حملت أرملته آكي رماد آبي إلى قاعة نيبون بودوكان بوسط طوكيو لتنطلق أنغام الموسيقى من فرقة عسكرية وتدوي طلقات تحية حرس الشرف.
وداخل القاعة، وضعت صورة كبيرة لآبي ملفوفة بشريط أسود معلقة فوق باقة من الزهور الخضراء والبيضاء والصفراء، وعلى مقربة جدار من الصور يظهر فيها آبي مع قادة مجموعة السبع ويصافح الأطفال ويزور مناطق منكوبة.
وأصبحت هذه الجنازة أول جنازة رسمية في البلاد منذ عام 1967. وأطلقت وحدة المدفعية التابعة لقوات الدفاع الذاتي 19 طلقة فارغة من مدافع هاوتزر عيار 105 ملم في الوقت الذي تم فيه نقل جرة مع رماد آبي إلى قاعة مركز نيبون بودوكان حيث تقام المراسم. ونيابة عن الحكومة افتتح الأمين العام لمجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو مراسم الجنازة، تلتها دقيقة صمت.
وتجري مراسم الجنازة بحضور العشرات من كبار الشخصيات الأجانب للجنازة في قاعة نيبون بودوكان وسط طوكيو. وتسبّبت التكلفة المرتفعة للجنازة في إثارة انتقادات حادّة من الرأي العام.
واغتيل آبي برصاص رجل كان يحمل سلاحا محلي الصنع أطلق عليه النار من مسافة قريبة أثناء حملة انتخابية في مدينة نارا غرب البلاد. وسبب ذلك صدمة في اليابان التي نادرا ما تشهد جرائم عنيفة وتميل الشخصيات المرموقة فيها إلى التنقل بحراسة بسيطة فقط.
وأقرت السلطات اليابانية، وكذلك رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، بوجود قصور أمني ساهم في مقتل آبي. ومع توقع حضور العشرات من كبار الشخصيات الأجانب للجنازة في قاعة نيبون بودوكان وسط طوكيو، لا يبدو أن المسؤولين سيخاطرون بأي فرصة لوجود قصور أمني آخر.
وأغلقت السلطات الطرق المحيطة بمكان الجنازة، وفرضت قيودا على المجال الجوي في نطاق نحو 46 كيلومترا من الموقع حتى يوم غد الأربعاء.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن اليابان تطبق أقصى درجات التأمين، إذ ينتشر عشرات الآلاف من ضباط الشرطة لتعزيز إجراءات الأمن في العاصمة طوكيو من بينهم نحو 2500 سيأتون من أنحاء البلاد.
وتفيد تقارير بأن ضباط شرطة ومعهم كلاب مدربة يكثفون دوريات مكافحة الإرهاب في محطات السكك الحديدية الرئيسية ومطار هانيدا في طوكيو على مدى الأيام القليلة الماضية.
أضافت تلك التقارير أن الشرطة تنظم دوريات على الطرق السريعة بحثا عن أي أغراض مشبوهة وتتفقد المناطق المحيطة بالسفارات والفنادق حيث سيتواجد الضيوف الأجانب.
ووصل اليابان جوا نحو 700 ضيف أجنبي للمشاركة في الجنازة، بينهم نحو 50 من الزعماء الحاليين أو السابقين.
وتشمل قائمة كبار الشخصيات نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ولي هسين لونج رئيس وزراء سنغافورة، والرئيس الفيتنامي نجوين شوان فوك، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وألغى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو حضوره للتركيز على جهود التعامل مع تبعات عاصفة قوية ضربت ساحل البلاد الشرقي.
وينتشر أكثر من ألف جندي من الجيش الياباني من أجل مراسم الجنازة مع توقع حضور 4300 ضيف. ويقوم حرس الشرف بإطلاق 19 قذيفة مدفع فارغة تكريما لآبي وستعزف فرقة عسكرية الموسيقى.
وتنفق الحكومة اليابانية 1.65 مليار ين (11.5 مليون دولار) على الجنازة، بينها 800 مليون ين على تأمين المراسم و600 مليون ين لاستضافة الوفود الأجنبية. وتسببت التكلفة المرتفعة للجنازة في انتقادات حادة من الرأي العام، إذ يأتي التمويل من نقود دافعي الضرائب في وقت يعاني فيه كثيرون من صعوبات اقتصادية.