المصدر / وكالات - هيا
للأسبوع الثالث على التوالي لم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقا لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية.
وواصل طلاب الجامعات في إيران احتجاجاتهم ضد عمليات القمع واستخدام العنف لفض التظاهرات بعد وفاة مهسا أميني.
وتم تعليق الدراسة في جامعة شريف بطهران بعد أعمال عنف ضد المحتجين. وذكرت قناة "إيران إنترناشنال" أن جامعة شريف تحولت إلى الدراسة عن بعد اعتبارا من اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر بعد أن شهدت أحداثا حاصرت فيها قوات الأمن الطلاب. كما انطلقت الاحتجاجات الطلابية في كرمنشاه غربي إيران.
وتشير مواقع إيرانية إلى أن عناصر الأمن يرتدون ملابس مدنية ويعتدون بالضرب على أساتذة جامعيين، كما يتم أحيانا إطلاق الرصاص الحي على الطلاب.
ونقلت "إيران إنترناشنال" عن قناة "اتحاد مجالس جامعات البلاد" على تليغرام، أن القوات الأمنية الإيرانية ألقت القبض، مساء أمس الأحد، على ما بين 30 إلى 40 طالبا من جامعة شريف للتكنولوجيا. وأضافت أن عناصر الأمن والمسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية هاجموا ساحة انتظار في الجامعة وضربوا الطلاب. كما أشارت بعض التقارير إلى قيام عناصر الأمن بالاعتداء على عدد من أساتذة هذه الجامعة.
وقد شهدت جامعة شريف للتكنولوجيا، الأحد، تجمعات واحتجاجات طلابية وسط استمرار الاحتجاجات الواسعة في إيران وخارجها على مقتل مهسا أميني في حجز دورية إرشاد.
وبحسب الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وما قاله المواطنون قبل ساعات قليلة، تعرض الطلاب المحتجون داخل جامعة شريف لهجوم من قبل مسلحين يرتدون الزي المدني، وتم إطلاق الرصاص على الطلاب، بل إن تقارير إعلامية أكدت أن قوات الأمن أطلقوا الرصاص الحي أمام جامعة شريف بطهران، وأن الطلاب كانوا يصرخون: "يا عديمي الشرف". وفي جامعة "بهشتي" في طهران، هتف الطلاب أيضا: "لا تصفوا خروجنا بالاحتجاج فقد أصبح ثورة".
وأظهرت مقاطع فيديو من احتجاجات طلاب جامعة رازي بمحافظة كرمانشاه، غرب إيران، وهم يرددون هتاف: "لا تظنوا الاحتجاجات ستنتهي.. موعدنا كل يوم"، للتأكيد على استمرارية المظاهرات.
ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب". وذكر التلفزيون الرسمي، الأسبوع الماضي، أن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن.
ولم يعلق خامنئي على الاحتجاجات التي امتدت إلى 31 إقليما إيرانيا بمشاركة كل فئات المجتمع، بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية.
وفي وقت سابق أمس الأحد، ردد نواب إيرانيون هتافات تقول "شكرا للشرطة" خلال جلسة للبرلمان، مما يعكس دعما للتعامل الصارم الذي تنتهجه مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأقوى التظاهرات تلك التي اجتاحت مدينة زهدان والتي شهدت مواجهات قوية بين المحتجين والأجهزة الأمنية وأدت إلى مقتل 5 أفراد من الحرس الثوري الإيراني.