المصدر / وكالات - هيا
مع تصاعد التوترات مع الصين بشأن تايوان، تزور نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس هذا الأسبوع الفلبين في أحدث مشاركة رفيعة المستوى لإدارة جو بايدن مع أقدم حليف آسيوي لأميركا وشريك استراتيجي حيوي.
وستناقش هاريس موضوعات عدة خلال الزيارة، منها قضايا أمنية، ما يطرح تساؤلاً عن أهمية العلاقة بين الطرفين، وخلفياتها السياسية والتاريخية والدور الذي يلعبه الصراع في تايوان وبحر الصين الجنوبي.
لماذا الفلبين مهمة؟
فالفلبين مستعمرة أميركية سابقة وأصبحت حليفاً للولايات المتحدة في عام 1951، بعد خمس سنوات من الاستقلال.
وخلال الحرب الباردة، استضافت بعض أكبر القواعد الأميركية في الخارج، ومنشآت حيوية للحروب الأميركية في كوريا وفيتنام.
فيما أجبرت القومية الفلبينية واشنطن على التخلي عن تلك الامتيازات في التسعينيات، لكن في السنوات الأخيرة تعاون الحلفاء في مكافحة الإرهاب واستجابة للضغط العسكري الصيني المتزايد في بحر الصين الجنوبي، حيث تمتلك الفلبين مطالبات متنافسة.
وتعد الفلبين اليوم بسبب جغرافيتها، مركزية لخطط الولايات المتحدة لردع أي هجوم صيني على تايوان والرد عليه.
ففي هذا السياق، قال سفير مانيلا في واشنطن خوسيه مانويل روموالديز، إنه من المتوقع أن تظهر التوترات بشأن تايوان عندما تلتقي هاريس الرئيس فرديناند ماركوس جونيور يوم الاثنين.
كما تخطط هاريس للتفوق بشكل رمزي للغاية في جزر بالاوان الفلبينية في بحر الصين الجنوبي لإظهار دعم الولايات المتحدة لحليفتها.
أزمة تايوان
ومن بين الدول الخمس الحليفة للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين وتايلاند، إلا أن الفلبين هي الأقرب إلى تايوان التي تقع في أقصى شمال لوزون على بعد 200 كيلومتر.
بدوره، قال خبراء مثل راندال شرايفر، الذي خدم في إدارة ترمب بصفته المسؤول الأكبر في البنتاغون لشرق آسيا، إن لوزون ذات أهمية كبيرة للجيش الأميركي، على وجه الخصوص، كموقع محتمل للصواريخ والصواريخ وأنظمة المدفعية التي يمكن استخدامها، لمواجهة الغزو البرمائي لتايوان.
وأضاف أن المناخ السياسي لمزيد من الوصول العسكري يبدو أنه يتحسن في عهد ماركوس بعد فترة متوترة من العلاقات خلال فترة ولاية الرئيس رودريغو دوتيرتي التي استمرت ست سنوات، والذي سعى إلى توثيق العلاقات مع الصين.
كيف تعزز واشنطن ومانيلا التعاون الأمني؟
في غضون ذلك، مضى الجانبان قدماً في اتفاقية تعاون دفاعي معزز تعود إلى فترة رئاسة أوباما والتي تراجعت تحت حكم دوتيرتي.
وسمح الاتفاق ( EDCA ) للولايات المتحدة بالوصول إلى القواعد العسكرية الفلبينية للتدريب المشترك، وتحديد المواقع مسبقاً للمعدات وبناء مرافق مثل المدارج وتخزين الوقود والإسكان العسكري، ولكن ليس التواجد الدائم.
فيما لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستسمح الفلبين باستخدام أراضيها للدفاع عن تايوان.
وقال روموالديز، السفير في واشنطن وأحد أقارب ماركوس، في سبتمبر/أيلول الماضي، إنه سيسمح للقوات الأميركية باستخدام قواعدها في حالة نشوب صراع في تايوان فقط "إذا كان ذلك مهماً بالنسبة لنا ولأمننا".
من جانبها، اقترحت الولايات المتحدة إضافة خمسة مواقع أخرى من الاتفاقية إلى المواقع الخمسة الحالية.
وقال غريغوري بولينغ الخبير في شؤون جنوب شرق آسيا في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية إن رحلة هاريس قد تؤدي إلى إعلان عن اتفاق.
كيف سيؤثر نزاع تايوان على الفلبين؟
كذلك يعتقد بولينغ أنه سيكون من الصعب للغاية على الفلبين أن تظل محايدة في نزاع تايوان نظراً لقربها من الجزيرة والتزاماتها التعاهدية تجاه الولايات المتحدة.
وستكون الوجهة الأكثر احتمالاً للاجئين التايوانيين، وسيتعرض حوالي 150 ألف فلبيني يعيشون في الجزيرة للخطر بسبب أي هجوم صيني.
في حين أوضح أن "لديهم التزامات للأميركيين في ظل التحالف"، لذلك إذا كانوا يريدون دعم أميركا في بحر الصين الجنوبي، فإن الأميركيين يتوقعون دعم الفلبين في تايوان.
ماذا تتوقع الفلبين في المقابل؟
وقال الخبير شرايفر إنه مع تزايد قلق البنتاغون بشأن هجوم محتمل على تايوان، فإن واشنطن تريد ضمانات بشأن الوصول خلال العام أو العامين المقبلين على الرغم من أن أي تخطيط علني لحالة طوارئ لتايوان أمر حساس للغاية بالنسبة لمانيلا.
فيما أشار بولينغ إلى أن توفير التمويل الكافي لمانيلا للمساعدة في تحديث قواتها المسلحة المهملة منذ فترة طويلة أمر أساسي.
وقال إن "المطلب الفلبيني الثاني هو استمرار الالتزام الواضح بالدفاع عن الفلبينيين في بحر الصين الجنوبي".
يذكر أن واشنطن أعلنت مؤخراً عن تمويل عسكري أجنبي بقيمة 100 مليون دولار، و66.5 مليون دولار للمواقع المدرجة في اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، لكن المبالغ "صغيرة" مقارنة بما ترسله واشنطن إلى الشرق الأوسط وأوكرانيا.