المصدر / وكالات - هيا
في محاولة منها لإيقاف تدفق اللاجئين إلى أراضيها، باشرت السلطات اليونانية ببناء سياجٍ فولاذي جديد، وذلك على ضفاف نهر ميريتش الذي يقع على الحدود التركية ـ اليونانية، فهل يمكن أن يؤدي بناء هذا السياج لمزيد من التوترات بين أنقرة وأثينا اللتين تتبادلان الاتهامات باستمرار بشأن اللاجئين؟.
واعتبر ديبلوماسي تركي وقيادي في حزبٍ معارض للرئيس رجب طيب أردوغان أن بناء هذا السياج من شأنه أن يزيد من حجم التوتر بين تركيا واليونان في حال استمر الجانب اليوناني في بنائه دون العودة أو التنسيق مع الجانب التركي الذي يعاني أيضاً من مشكلة تدفق اللاجئين إلى أراضيه، بحسب تعبيره.
وقال كاني تورون الأمين العام لحزب "المستقبل"، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، إن "لبناء هذا الجدار أو السياج تأثير سلبي في العلاقات بين تركيا واليونان، فهو يمثّل الموقف اليوناني السلبي من قضية اللاجئين وسيزيد من التوترات الحالية بين أنقرة وأثينا".
وأضاف الأمين العام لحزب "المستقبل" لـ"العربية.نت" أن "بناء السياج مرتبط بملف اللاجئين الذي يعد مصدر خلاف سابق بين تركيا واليونان لسنواتٍ طويلة"، لافتاً إلى أن "الخلاف حول ملف اللاجئين سيستمر بين الجانبين مع بقاء لاجئين سوريين داخل الأراضي التركية".
وتابع أن "الخلاف التركي ـ اليوناني حول مشكلة اللاجئين مرتبط بالدرجة الأولى باللاجئين السوريين ولا يمكن حل هذه المشكلة مع بقائها عالقة بين تركيا وسوريا، إذ يجب أن ينسّق البلدان بشأن إعادتهم إلى بلدهم".
كما شدد الديبلوماسي التركي على أن "بقاء اللاجئين السوريين في تركيا سيبقي ملف اللاجئين مع اليونان على الطاولة كمصدرٍ للخلاف معها"، مشيراً إلى أن "هناك لاجئين من دولٍ أخرى مثل أفغانستان لديهم أيضاً تأثير سلبي على العلاقات التركية ـ اليونانية".
ولفت إلى أن "ملف اللاجئين بشكلٍ عام يتطلّب اتفاقا جديدا بين تركيا واليونان برعايةٍ من الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أنه "من دون حصول هذا الاتفاق ستكون هناك مشاكل كبيرة بين أنقرة وأثينا".
وكان وزير الحماية المدنية اليوناني تاكيس ثيودوريكاكوس قد أعلن يوم أمس الاثنين عن بدء بلاده بناء سياج فولاذي على الحدود مع تركيا وذلك لمنع تدفق اللاجئين من تركيا إلى اليونان في ثاني خطوةٍ يقدم عليها الجانب اليوناني منذ شهر ديسمبر الماضي، حيث أعلن آنذاك عن نشر 250 عنصراً إضافياً من الشرطة على الحدود مع تركيا لمنع وصول اللاجئين إلى الأراضي اليونانية.
وتضاربت الأنباء حول طول الجدار الحدودي الجديد، ففي حين ذكرت وسائل إعلامٍ تركية أن طول الجدار يبلغ 140 كيلومتراً، ذكرت وسائل إعلامٍ عربية ويونانية أن طول السياج الحدودي يبلغ 180 كيلومتراً.
وعادةً ما تتبادل تركيا واليونان الجارتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الاتهامات باستمرار حول ملف اللاجئين الذي يعد ملفاً شائكاً بين الجانبين وتسبب بخلافاتٍ كبيرة بينهما طيلة العقد الماضي.
كذلك يسود نزاع طويل الأمد بين البلدين منذ عقود بشأن الحدود البحرية، وحقول تنقيب ذات صلة، وجزيرة قبرص المقسمة، وهي خلافات دفعت أنقرة وأثينا إلى شفا الحرب عدة مراتٍ في السابق، وتتجدد بين الحين والآخر.