المصدر / وكالات - هيا
فيما يرتفع عداد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، فجر الاثنين، لا تختلف المآسي بين موالاة ومعارضة في سوريا.
فعلى أحد جانبي خط المواجهة في الحرب الأهلية السورية، حمل رجل يرتدي زيا عسكريا جثة هامدة لطفل من تحت أنقاض مبنى مدمر في مدينة حماة التي تسيطر عليها حكومة النظام.
في حين حمل عبر الجانب الآخر، عامل إنقاذ من الدفاع المدني يرتدي سترة باللونين الأسود والأصفر فتاة صغيرة ترتجف لكنها على قيد الحياة، من بين أنقاض منزلها في أعزاز التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
إلا أن هذا المشهد ليس يتيماً في تلك المأساة، فقد تجلت العديد من المشاهد المماثلة خلال الساعات التالية للزلزال الذي ألحق دمارا هائلاً.
بيد أن الزي الرسمي حدد بوضوح رجال الإنقاذ على طرفي الصراع الذي قسم البلاد.
"إنهم بشر"
وفي السياق، قال رمضان سليمان (28 عاماً) "الزلزال هز مناطق المعارضة والنظام على السواء، وأنا أؤيد الثورة السورية من كل قلبي، لكني أهتم بأهلي"، معبرا عن تعاطفه مع المدنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
كما أضاف الشاب الذي نزح إلى إدلب من دير الزور في شرق سوريا خلال الحرب، لرويترز "أنا إنسان، إنهم بشر، نتعاطف مع الموجودين في تركيا، ونشعر بالشيء نفسه عندما يحدث ذلك في أماكن أخرى مثل أوروبا. هذه هي الإنسانية".
وفي مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، عبر يوسف حبوش عن أسفه لأن الزلزال أجبر كثيرين على ترك منازلهم مرة أخرى.
وقال الرجل الذي فر من دمشق في ذروة الصراع "علاوة على النزوح من بلداتنا وبعد أن وجدنا أخيرا منازل، نواجه الآن نزوحا آخر".
"دولة يسكنها الموت"
أما على الجانب الآخر، فقال حسن حسين من مدينة طرطوس الساحلية التي تعتبر معقلاً للنظام "هذا آخر ما كنا ننتظره. إنها دولة يسكنها الموت".
وفي جبال اللاذقية بالقرب من مسقط رأس بشار الأسد، أكد السكان أن العديد من المباني انهارت، وأن هناك الكثير من القتلى.
في حين شدد ساكن يدعى أبو حميد على أنه شعر "بالقرب من سوريين آخرين ومنهم الموجودون في المناطق التي تسيطر عليها المعاضة." وقال "قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ وقت طويل.. فالزلزال لم يميز بين أحد".
يذكر أن عدد عدد قتلى الزلزال في سوريا وصل حتى الآن إلى 1932، فيما يُعتقد أن العديد من الأشخاص محاصرون تحت الأنقاض.
ففي شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، أشار عدد من رجال الإنقاذ إلى أن عدد القتلى بلغ 1120.
فيما بلغ 812 على الأقل في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ومنها حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.
أما في تركيا، فوصل العدد حسب الحصيلة الرسمية غير النهائية إلى 5894 قتيلا و31,777 جريحا0
إلا أنه مع تشريد الحرب للملايين، حذرت الأمم المتحدة من أن الاحتياجات الإنسانية باتت اليوم أكبر من أي وقت مضى.