المصدر / وكالات - هيا
يبدو أن مشاغبات رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوزين، وانتقاداته السابقة للقوات الروسية التي يؤازرها في حربها على الأراضي الأوكرانية، بدأت تزعج الكرملين.
فقد أفادت مصادر مطلعة بأن الكرملين أبلغ عددا من الإعلاميين الروس وغيرهم إلى تفادي الترويج لبريغوزين. إذ كشف سيرجي ماركوف، المحلل البارز المؤيد بقوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه تلقى أمرًا مباشرًا مما وصفها بـ "القيادة" لعدم التطرق إلى فاغنر، لاسيما بعد أن بات لا يمكن التنبؤ بأفعال رئيسها.
ركزوا على نجاحات الجيش
إلى ذلك، اعتبر ماركوف أن الكرملين بات الآن "يخشى" بريغوزين ولا يريد الترويج لنجاحاته. وقال: "من الواضح أنهم لا يريدون السماح له بالدخول إلى المجال السياسي لأنه لا يمكن التنبؤ بما قد يقدم عليه"، بحسب ما نقلت صحيفة التليغراف.
بدورها، ألمحت منظمة Grey Zone المرتبطة بفاغنر إلى هذا الأمر عبر حسابها على تلغرام، مشيرة إلى أن هناك توجيها إعلاميا صدر عن الكرملين إلى المدونين الروس بضرورة تجاهل بريغوزين وفاغنر، والترويج أكثر لنجاحات الجيش الروسي.
في حين رأى فلاديمير أوشكين، وهو ناشط روسي في مجال حقوق الإنسان ومؤسس موقع Gulagu.net ، أن بريغوزين كان اتفق العام الماضي مع الجنرال سيرجي سوروفكين والزعيم الشيشاني رمضان قديروف من أجل محاولة إقناع بوتين بمنحهم المزيد من السلطات في العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.
إلا أنه اعتبر أن محاولتهم هذه باءت بالفشل، بعد أن بالغوا في انتقاداتهم العلنية للجيش الروسي فتدخلت حينها أجهزة الأمن الفيدرالية.
وقال: "استخدم بريغوزين أساليب قذرة، مثل إهانة الجنرالات علنًا، ما أضر جداً بسوروفيكين ومستقبله العسكري"، لاسيما أنه أقيل لاحقا من منصبه كقائد للقوات الروسية في أوكرانيا في تعديل وزاري فاجأ المحللين، في يناير الماضي.
في حين عين بوتين فاليري جيراسيموف، لتولي قيادة العملية العسكرية في أوكرانيا.
كما لفت أوشكين في مقابلة مع قناة روسية على تلغرام إلى أن جيراسيموف لم يكن من محبي بريغوزين.
أتت تلك التعليمات قبيل إعلان رئيس مجموعة فاغنر أمس الأحد أن قواته سيطرت على بلدة كراسنا هورا الأوكرانية الواقعة على مسافة كيلومترات قليلة شمال باخموت التي تحاول موسكو الاستيلاء عليها منذ أشهر.
ومنذ أكثر من ستة أشهر، تحاول مجموعة فاغنر والجيش الروسي السيطرة على باخموت وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.
وكانت فاغنر أعلنت في 11 كانون الثاني/يناير أنها سيطرت على سوليدار، وهي بلدة قريبة من كراسنا هورا. لكنّ وزارة الدفاع انتظرت يومين قبل الإعلان عن احتلال سوليدار، ما كشف عن خلاف بين فاغنر والجيش.