المصدر / وكالات - هيا
يبدو أن الانقسامات بين قيادة طالبان المسيطرة على السلطة في أفغانستان، بدأت تتجلى بشكل أوضح.
ففي ظاهرة نادرة ضمن صفوف الحركة المتشددة، وجه وزير الداخلية سراج الدين حقاني، انتقادات مبطنة إلى القائد الأعلى للجماعة ومرشدها المنعزل والبعيد عن الظهور، هبة الله أخوندزادة. إذ اعتبر في خطاب ألقاه قبل أيام أن المزيد من المسؤوليات وضعت على أكتاف الحركة، منذ توليها السلطة، وبالتالي بات عليها إظهار مزيد من الصبر.
"يكرهون معها الدين"
كما رأى أن على طالبان "تهدئة المواطنين، والتصرف بطريقة لا يكرهها الناس ويكرهون معها الدين"، وفق تعبيره.
ورغم أنه لم يشر إلى اخوند زادة أو يسمه كما لم يلمح من قريب أو بعيد إلى قضية تعليم المرأة، إلا أن الكثير من المعلقين والناشطين على مواقع التواصل رأوا فيها "غمزاً" من رأس الهرم.
لاسيما أنه كان أعلن في الماضي على الرغم من تشدده، وجوب السماح للنساء والفتيات بالذهاب إلى المدارس والجامعات.
أدلى حقاني بتصريحاته في خطاب ألقاه خلال عطلة نهاية الأسبوع في حفل تخرج في مدرسة دينية إسلامية في إقليم خوست بشرق البلاد.
إلى ذلك، قال، بحسب مقاطع فيديو من الخطاب الذي ألقاه قبل أيام في حفل تخرج في مدرسة دينية بإقليم خوست شرقي البلاد، ونشره أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "احتكار السلطة والإضرار بسمعة النظام بأكمله ليس في مصلحتنا". وأضاف "لا يمكن التسامح مع هذا الأمر"
"ليس علناً"
ولعل تعليق المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، شكل أوضح رد فعل على تصريحات حقاني - دون أن يسميه – إذ قال إنه "من الأفضل توجيه الانتقادات خلف الأبواب المغلقة وليس علناً"، بحسب ما نقلت أسوشييتد برس.
أتت مواقف حقاني هذه بعد أسابيع على منع الحركة الجامعات من استقبال الفتيات، بعد أن حظرت على المدارس الثانوية تعليمهن، بحجة أنهن "لا يحترمن قواعد اللباس"، و"لم يحترمن التعليمات بشأن الحجاب"، في إشارة إلى إلزامية تغطية رأس المرأة ووجهها وجسدها بالكامل.
ما أثا رضجة دولية وانتقادات شرسة، وزاد من عزلة أفغانستان في وقت ينهار فيها اقتصادها مفاقما الأزمة الإنسانية.
يشار إلى أنه رغم تعهّد حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، إبداء مرونة أكبر تجاه بعض القضايا ومن ضمنها تعليم النساء،، إلّا أنها سرعان ما عادت إلى التشدّد الذي طبع حكمها بين 1996 و2001.
فقد استبعدت تدريجيا النساء من الحياة العامة وأقصتهن من الوظائف، بعد أن أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.
وفي نوفمبر الماضي، حظرت طالبان على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
كما حظرت تجولهن في الشوارع دون مرافقة قريب ذكر أو محرم، تحت طائلة الملاحقة.