المصدر / وكالات - هيا
تقرير: إقالة غالانت كانت القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لبايدن، ومسؤولون أميركيون حذروا نتنياهو من ألا يتحدى بايدن، وأقوال الأخير أمس هي تحذير بأن الأزمة ستشتد إذا استمرت التشريعات القضائية بالكنيست
لا توجد سابقة لإعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن عدم رغبته باستقبال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض باستثناء امتناعه عن استقبال ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، ما يدل على قلق بايدن الكبير من خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.
وقال مصدر إسرائيلي إن إدارة بايدن بدأت تدرك الوضع الحقيقي في إسرائيل عندما زار وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إسرائيل لعدة ساعات، قبل عدة أسابيع، واضطر إلى لقاء نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، في مطار بن غوريون بسبب الاحتجاجات على الخطة القضائية في أنحاء إسرائيل، "وذكّر هذا الأميركيين بزياراتهم إلى العراق"، وفق ما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وتثير انتقادات بايدن قلقا في إسرائيل، كونه المسؤول الأميركي الأكثر اعتدالا ومودة لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، وبادر خلال الخمسين عاما الماضية إلى قوانين داعمة لإسرائيل، كسيناتور ونائب رئيس ورئيس للولايات المتحدة. لكنه يرى الآن أن لخطة إضعاف القضاء تأثير على النظام "الديمقراطي" في إسرائيل وعلى العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، في وقت يرى فيه الأميركيون كيف "تتحول إسرائيل من فيلا في الغابة إلى غابة في الفيلا"، وفقا للمحلل السياسي في "واللا" ومراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد.
وسعى بايدن إلى الامتناع عن المواجهة مع نتنياهو، منذ عودته إلى رئاسة الحكومة، كما أن مسؤولين أميركيين حذروا نتنياهو ومستشاريه، في الأسابيع الأخيرة، من ألا يتحدى بايدن، لكن يبدو الآن أن الأخير "فقد صبره".
وكانت إقالة غالانت، الأحد الماضي، القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لبايدن. فقد أثارت إقالته غضبا شديدا في الإدارة الأميركية، التي نقلت رسائل شديدة اللهجة إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، وإلى مكتب نتنياهو وقالوا فيها إنهم يتوقعون إيقاف تشريعات خطة إضعاف القضاء.
وأشار "واللا" إلى أن تصريحات بايدن، أمس، غايتها تصحيح الانطباع الذي اثارته أقوال السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، لوسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو سيُدعى للبيت الأبيض قريبا، وأن نتنياهو لن يدعى لزيارة كهذه قريبا.
بايدن هو الرئيس الأميركي الرابع الذي تسبب نتنياهو بتوتر علاقات معهم. فقد دخل نتنياهو في مواجهة علنية مع الرؤساء بيل كلينتون وباراك أوباما، وحتى مع دونالد ترامب التي توصل إلى استنتاج بأن "نتنياهو كذاب"، والآن مع بايدن. وكان نتنياهو يدعي أن كلينتون وأوباما حاولا التدخل في الانتخابات الإسرائيلية من أجل إسقاطه عن الحكم. وأشار "واللا" إلى أن كلينتون اعترف بذلك أمام نتنياهو.
والأزمة التي أحدثها نتنياهو مع الولايات المتحدة الآن، تسبب "ضررا هائلا" لإسرائيل في أميركا والعالم. فقوة إسرائيل والتعامل الدولي معها يستند إلى الحلف القوي بينها وبين الولايات المتحدة وإلى قدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية على "على فتح أبواب في واشنطن والتأثير على البيت الأبيض. وتقوض هذا الحلف يقوض مكانة إسرائيل في العالم وردع إسرائيل لأعدائها".
ويبعث بايدن بتصريحه، أمس، حول عدم استقباله نتنياهو قريبا، رسالة مفادها أنه إذا لم يتم التوصل إلى توافق واسع حول الخطة القضائية، وإذا عاد نتنياهو إلى تشريعات أحادية الجانب في دورة الكنيست المقبلة، فإن "الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ستشتد وحسب"، وفقا لـ"واللا".