المصدر / وكالات - هيا
أكد الأكاديمي والكاتب السياسي د.وسام إسماعيل أن الدول الإقليمية أخذت تضع المصالح الإقليمية في أعلى سلم أولوياتها على حساب التحالفات مع القوى الدولية، في قرار باتجاه تصفير المشاكل وحلحلة الملفات.
وقال وسام إسماعيل: لا يمكن إلا أن نقول إن مصر قطب إقليمي لا يمكن أن نتخطاها، ولا يمكن أن يتم التعاطي معه على أنه هامشي، ولذلك يفترض تصويب الأنظار إلى علاقة مصر مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، إن كان في دول الخليج الفارسي أو الجمهورية الإسلامية أو تركيا أو غيرها من الدول التي تعتبر فاعلة على مستوى الإقليم.
وأضاف إن الذي يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط هو أنه وبعد أكثر من عقد على الحروب والنزاعات والخلافات.. يظهر أن هناك قرار باتجاه تصفير المشاكل وحلحلة الملفات ونسج علاقات إقليمية تضع المصالح الإقليمية في أعلى سلم أولوياتها على حساب التحالفات مع القوى الدولية.
وأوضح وسام إسماعيل: إنطلاقا من الجو الذي يسود من الانفتاح العربي على سوريا والعلاقة المستجدة بين الجمهورية الإسلامية والسعودية.. يفترض أن يكون هناك نوع من الحلحلة لهذه الملفات، مع الإشارة إلى أن الجانب المصري يوحي إلى أن الملف معقد وأنه لا يمكن حله بهذه السهولة أو بمدة زمنية قصيرة، وصدرت عدة تصريحات تدلل على ذلك.
وخلص إلى القول: لكن اعتقد أن الخيار الآن بالنسبة لمصر أو للجمهورية الإسلامية هو الذهاب باتجاه إعادة لملمة الملفات الخلافية، والتركيز على الملفات التي يمكن التوافق عليها من أجل تطبيع علاقة أو رسم أطر لعلاقات.
من جانبه شدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق د.عبدالله الأشعل أن سلطان عمان سوف ينجح في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، مبينا أن واشنطن قد أجهضت في زمان الرئيسين خاتمي و مبارك اتفاقاً لإعادة العلاقات بين البلدين.
وأكد عبدالله الأشعل أن الدور العماني نشط دائما ومختلف تماما عن سياسات الدول الإقليمية، وأوضح أن سلطنة عمان لم تنضم إلى دول مجلس التعاون في الحرب بين العراق وإيران، وأضاف: بعدها دخلت على الخط للتسوية أيضا، ثم دخلت على الخط بعد ذلك لتسوية العلاقات المتأزمة بين واشنطن وطهران بسبب الملف النووي.
وفي جانب آخر من حديثه أشار إلى أن: الموقف بين مصر وبين إيران لا توجد مشكلة مطلقة بين البلدين، وإيران هي التي قطعت العلاقات مع مصر سنة 79 ظنا منها أن مصر سوف ترجع عن كامب ديفيد والسلام، ولكن ثبت بعد ذلك أن هناك تقارب ساداتي أميركي إسرائيلي قبل أن تكون معاهدة، فالتقارب المصري الأميركي على الخط الوثيق.
وشدد الأشعل: سوف ينجح سلطان عمان في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران وهناك الكثير من الإشارات المصرية بأنها ترحب، ونذكر أن إيران ومصر في أيام الرئيس خاتمي والرئيس مبارك كانوا على وشك أن يوقعوا بيان مشترك بإعادة العلاقات في جنيف ولكن تدخلت الولايات المتحدة في آخر لحظة وأعاقت هذا الموضوع.