المصدر / وكالات - هيا
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جديد، أنه منفتح على لقاء نظيره السوري بشار الأسد، لكنه اشترط ألا يكون انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية مقدمة لإجراء المحادثات، مبررا ذلك بأنه "لا يمكن الانسحاب بينما تتعرض تركيا لتهديد" ممن وصفهم بـ"الإرهابيين".
ورمى الرئيس التركي كرة الحوار في الملعب السوري، فهل تتلقف دمشق المبادرة، أم أن شرط الانسحاب التركي لا مفر منه سوريًا؟.. كما أن توقيت التصريحات، التي جاءت قبيل جولة خليجية، يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت تحمل رسائل، ولمن؟.
وتعليقا على هذه الأحداث، أكد الإعلامي والسفير السوري السابق لدى أنقرة في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، نضال قبلان، أهمية عودة العلاقات السورية التركية، قائلا في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية":
"باب الحوار بين سوريا وتركيا ليس مغلقا، وبشكل عملي لم يكن مغلقا بالكامل حتى في أسوأ سنوات الأزمة، إذ كان هناك تنسيق أمني عسكري مر بفترات جمود وتفعيل".
"في السنتين أو الثلاث الأخيرة، كان التعاون الأمني والعسكري في بعض القضايا التي تهدد الأمن القومي المشترك للبلدين، موجودا".
"هناك مصلحة سورية وتركية وإقليمية في عودة العلاقات، فهناك 932 كلم من الحدود المشتركة، وهواجس أمنية وعوامل اقتصادية واجتماعية وإنسانية متداخلة، إلى حد أكثر مما يعرفه الكثيرون".
حل وسط
وشدد قبلان على أن "الموقف السوري يمكن تفهمه"، والداعي إلى انسحاب القوات التركية من أي أراض سورية، قبل بدء أي حوار، مضيفا:
"سوريا لا تضع أي شرط تعجيزي، إذ لا يمكن أن تطبع العلاقة مع الجيران إذا كانوا يحتلون بيتك. إنه ليس أمرا تعجيزيا ولكنه منطقي، لأن تركيا كانت دائما تتدخل عسكريا في دول بحجة الأمن القومي، ولكن كل دولة لها أمن قومي".
"انسحاب القوات التركية جوهري ولا مساومة فيه، لكن يمكن التوصل لحل وسط إذا ارتأت القيادة السورية أن تقدم بادرة حسن نية، لكن في الواقع بادرة حسن النية يجب أن تأتي من المحتل".
"عامل آخر مهم قد يحسن العلاقات بين البلدين، وهو انتقال هاكان فيدان من رأس الاستخبارات في تركيا، وهو في رأيي والشخص الأقوى هناك بعد أردوغان، لوزارة الخارجية، قد يكون مفيدا جدا، فهو ملم بالملف السوري والملفات المشتركة مع العراق وإيران. قد تكون هذه خطوة جيدة".
يذكر أن فيدان عضو في حزب العدالة والتنمية، وشغل منصب رئيس الاستخبارات التركية، ثم أصبح وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة في 3 يونيو 2023. ويُطلق على الرجل لقب "كاتم أسرار أردوغان" بوصفٍ من الرئيس التركي نفسه.
ولفت السفير السوري السابق لدى أنقرة، إلى أهمية التوقيت الذي صدرت فيه هذه التصريحات، كونها تاتي قبيل جولة خليجية مرتقبة سيقوم بها أردوغان إلى السعودية والإمارات وقطر.
وفي هذا الصدد، قال قبلان:
"توقيت تصريحات أردوغان مهم جدا، إذ اختار أن يدلي بها وهو على أعتاب جولة خليجية، وهو يعلم العلاقات الممتازة التي تربط بين دمشق والرياض وأبوظبي".
"هذه رسالة متعددة الاتجاهات، رسالة لسوريا تعرفها دمشق مسبقا، لكن أعتقد أن الرسالة موجهة بالأساس لمضيفيه في الرياض وأبوظبي، ليؤكد أنه منفتح على الحوار".
"هنا يمكن التوصل لحل وسط، خاصة أن أردوغان حريص جدا على عدم تكرار الإساءة للعلاقات مع السعودية والإمارات".
"عندما أراد أردوغان أن يصلح العلاقات مع القاهرة، أوقف كل القنوات والأشخاص المرتبطين بتنظيم الإخوان، والذين كانوا يبثون سمومهم ضد بلدهم من تركيا، فلماذا لا يوقف القنوات التحريضية ضد سوريا أيضا؟".
"يمكن لأردوغان أيضا أن يطل علينا بتصريح من الرياض أو أبوظبي، ويقول إنه يتعهد بسحب القوات التركية من سوريا، بضمانات ووفق جدول زمني محدد، ولكن بعد حل الشق الأمني!".