المصدر / وكالات - هيا
ارسل الانقلابيون في الغابون رسائل اطمينان الى الخارج بان بلادهم مازالت وفية بالالتزامتها الداخلية والخارجية، فيما طالبت المعارضة المجلس العسكري الانقلابي باعلان مرشحها فائزا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وفي وقت يعرب فيه كلا من الاتحاد الأفريقي والغرب عن مخاوفه من الانقلاب في ليبرفيل الا ان الاتحاد الاوربي يعتبره مغايرا عن مثيله الذي وقع في النيجر الشهر الماضي.
في التفاصيل، هل انفرط العقد الافريقي من يد الغرب بعد انقلابات شهدتها عدة دول مثل بوركينا فاسو ومالي و بعدها النيجر اما ان الانقلاب في الغابون سياخذ شكلا اخر؟ فبعد ان اعلن قادة الجيش الغابوني استيلاءهم على السلطة فور إعلان لجنة الانتخابات فوز رئيس الجمهور علي بونغو بولاية رئاسية ثالثة بساعات. قرر رئيس اللجنة العسكرية الحاكمة بريس أوليغي أنغيما أداء اليمين الدستورية الاثنين المقبل أمام المحكمة الدستورية في القصر الجمهوري رغم انه ادى يوم الانقلاب القسم رئيسا للمرحلة الانتقالية. واكد الجنرال نغيما الذي كان قائد الحرس الجمهوري وفاء بلاده بجميع التزاماتها الداخلية والخارجية.
لكن يبدو ان تحالف المعارضة للرئيس علي بونغو الذي حكم البلاد طيلة اربعة عشر عاما خلف لوالده عمر بونغو الذي مسك السلطة قرابة اثنين واربعين عاما كان له راي اخر حيث دعا تحالف المعارضة، الانقلابيون إلى مواصلة العملية الانتخابية وإتمام إحصاء الأصوات والاعتراف بفوز مرشح التحالف.
ورغم حرص قادة الانقلاب الغابون على توجيه رسالة 'طمأنة' للخارج الا ان مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي قرر التعليق الفوري لعضوية البلاد لحين عودة النظام الدستوري، كما طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ايضا بعودة النظام الدستوري في ليبرفيل منددة باستخدام القوة كوسيلة لحل النزاعات السياسية والوصول إلى السلطة.
في حين ندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بالانقلاب في الغابون، معتبرا انه يشكل انتهاكا صارخا للقواعد القانونية والسياسية للاتحاد.
ورغم أن كلا من الاتحاد الأفريقي وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا ودول عديدة عبّرت عن المخاوف المتعلقة بالانقلاب، فإنها لم توجه مناشدات مباشرة لإعادة بونغو إلى منصبه. بل كان هناك موقف أوروبي لافت حيث اكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انه لا ينبغي مقارنة الانقلاب العسكري في الغابون بمثيله في النيجر، لانه يرى ان العسكريين في ليبرفيل تدخلوا بعد أن 'سُرقت' الانتخابات. كما صرح بأن الدبلوماسيين الأوروبيين يعملون من أجل التوسط في حل أزمة الغابون، وأنه ليس هناك خطط لإجلاء مواطنيهم كما حدث بالنيجر.