المصدر / وكالات
تظلّ ذكرى وفاة الراحل نور الشريف لا تفارق الفنانة بوسي في حديثها، ورغم الانفصال الذي دام 8 أعوام، إلا أن الحب بينهما لا يذيبه الرحيل. ورغم الانتقادات التي تعرّضت لها عقب وفاة الزوج والحبيب، إلا أنها اتّخذت قرار استكمال الحياة لتضع ستاراً على حياتها الخاصة، وتؤكّد خلال حديثها أنها الوحيدة التي تمتلك نور الشريف الزوج والأب ولا أحد له حق الاعتراض على حياتها، وأن نور الفنان ملك جمهوره، بينما نور الزوج فملك لها وحدها ولابنتيه.
وقالت بوسي: «نور دوماً كان كتاباً مفتوحاً أمام جمهوره، وكان يتحدّث عن حياته وبداياته الفنية في أحاديثه التلفزيونية، ولا أعرف صحة ما نشر عن وجود مذكرات خاصة لنور، فهو لم يكتب مذكراته وإن كتبها كنت لأعلم بها. ونور له مذكرات بالفعل مع الكاتبة أريس نظمي في مجلة «آخر ساعة»، وهو من حاورها عن حياته، وربما أراد كتابة مذكراته ولكن العمر لم يمهله ذلك، ولكن لا يوجد مذكرات له بخط اليد».
وتابعت بوسي حديثها عن الراحل نور قائلة: «كما سبق وذكرت إن نور كان دوماً كتاباً مفتوحاً لجمهوره، وتاريخه الفني معروف، وإن أرادوا أن يأخذوا من كلامه لتأريخ مشواره الفني فلن أمانع ذلك ولهم مطلق الحرية، ولكن البعض يتفوّه بأحاديث لم تصدر عن نور أبداً، وبالتالي إذا تبنّى أحد تلك الأحاديث الكاذبة على سبيل أنها مذكرات خاصة به فسيكون لابنتيه موقف قوي تجاه ذلك. لذا، أرجو من الجميع عدم نشر أمور مغلوطة عنه، وإن حدث ذلك «ميلموش غير نفسهم ومش هنسكت».
وعن أسباب عدم احتفاظها بـ"إرث" المكتبة الخاصة بالراحل نور الشريف على سبيل الذكرى وتبرّعها بالكتب بالكامل لمكتبة الإسكندرية، قالت بوسي: «لم أودّ أن أستأثر بالمعرفة لنفسي وأردت أن يستفيد جيل كامل من الطلبة والقرّاء حول العالم من كتب نور وثقافته.
كما أن نور كان يمتلك العديد من المؤلّفات النادرة والتي حصل عليها خلال سفره خارج مصر وبحثه الدائم عن المعرفة. ولم أكن أبحث عن أشخاص أمناء، ولكن بحثت عن من لديهم القدرة على التعامل مع تلك الثروة الثقافية التي احتفظ بها نور، ولذلك لجأت إلى مكتبة الإسكندرية لما لها من خبرة في التعامل مع الكتب، والمكتبة لها مستواها ومكانتها على مستوى العالم العربي».
واستطردت بوسي في حديثها قائلة: «إلى جانب ذلك إن كتب نور فيها العديد من الملاحظات الهامّة، وطلبت أن تُرفع تلك الكتب على الانترنت لتكون متاحة للطلبة في العالم العربي، فنور كان يكتب ملاحظات هامشيّة، وأتصوّر أن هذا يسعده كثيراً، فهو علم يُنتفع به.
وحبّي للعرب جعلني أقدّم ما يفيدهم، ولم أحبّذ فكرة بيع الكتب أو أن أقول «من يريد كتاباً فليأتي لشرائه على سبيل التذكار بمقابل مادي»، بل أردت المنفعة للجميع».
لا توجد أفلام ممنوعة من العرض
وعمّا نشر حول وجود أفلام ممنوعة لنور الشريف، أكّدت بوسي أن جميع أعماله الفنية عُرضت ولا توجد أفلام ممنوعة من العرض، وأن الفيلم الوحيد الذي منع كان «ناجي العلي» وتمّت مهاجمته، ولكن عرض بعدها بسنوات. إلى جانب أن نور لم يقدّم أعمالاً فنية تستدعي المنع.
أما عن مصير شركة «نور للإنتاج الفني» الآن والتي توقّفت عن الإنتاج لعدّة سنوات قبل وفاته، قالت بوسي: «في ظلّ ظروفنا الحالية لا أستطيع أن أتنبّأ بشيء، لأن هناك العديد من الأمور التي نعيد ترتيب حساباتها في الفترة الحالية.
وحقيقة إن نور كان أنسب شخص لإدارتها لخبرته الفنية في مجالي الإنتاج والإخراج، ولكن «لسه بلملم نفسي»، وأتمنى أن تديرها ابنتاه فهي شركتهما وهما أحق بها».
وبسؤالها عن وجود أعمال كان يجهّز لها نور قبل وفاته، قالت بوسي: «أنا لا أتدخّل نهائياً في عمل نور، وكان لدي معلومة أنه يجهّز لعمل فني، ولكن لا أعلم عنه شيئاً. (والمقصود به مسلسل «أولاد منصور التهامي» الذي كتب للراحل نور الشريف وتوفي قبل أن يبدأ تصوير أحداثه).
كما كانت لديه مشاريع سيناريوهات لشباب يُشرف عليها، فقد كان يحب فكرة تشجيع الشباب على الفن والثقافة ودعم المواهب».
حياتي الخاصة ملك لي
وعن الهجوم الذي تعرّضت له بعد ظهورها في مهرجان دبي السينمائي الدولي وارتدائها فستاناً بلوني الأسود والأبيض، وحلقتها مع الإعلامية راغدة شلهوب وما جاء فيها من ضحك خلال التصوير، قالت بوسي: «أنا لا أهتم كثيراً بما يقال، ولا أحب الردّ على مثيري القلق.
وفي النهاية حياتي الخاصة ملك لي.
و«نور بتاعي أنا وهو حبيبي وأبو بناتي وهو من أهلي وأنا من أهله»، فهذا أمر لا يخصّهم. ومن ينتقدوني، فنور لا يهمّهم بقدر اهتمامي به. متابعة نور الفنان ملك لجمهوره في الوطن العربي، فهو قيمة فنية كبيرة. وأنا أتساوى مع جمهوره في ذلك، ولكن على المستوى الأسري هو ملك لي ولابنتيه فقط، لذلك لا ألتفت كثيراً لما يثار لأنه لا يؤثّر عليّ في شيء»
بوسي لنور الشريف: "وحشتني"
عن استعدادات أسرة نور لذكرى رحيله، قالت بوسي: «الحديث عنها مبكر لأنه لم يمرّ عليه وقت طويل، ومن الممكن تقديم أمور على المستوى الاجتماعي كصدقة له، ولكن حالياً منشغلة باستكمال مشروع كتبه بمكتبة الاسكندرية كي تصل للقرّاء في الوطن العربي.
وأعتقد أن خاتمة قرآن أو قراءة الفاتحة والدعاء له من كل شخص صادق ستصل له أفضل من إحياء ذكراه. وفي نهاية حديثها، وجّهت بوسي كلمة لنور الشريف قائلة «وحشتني».