المصدر / وكالات
تحدثت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية عن حصولها على معلومات تفيد باتهام الضابط في مباحث أمن الجيزة خالد شلبي بالضلوع في اختطاف وتعذيب الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر عليه مقتولا في 3 فبراير/شباط الماضي بالقاهرة، في حين قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده ستواصل التعاون مع إيطاليا لتقديم قتلة ريجيني للعدالة.
ووفق مراسل الجزيرة في روما أيمن الزبير، فإن الإعلام الإيطالي يتعامل بحذر مع المعلومات التي تتحدث عن اتهام الضابط المصري باختطاف ريجيني وتعذيبه، مشيرا إلى أنها تتهم جهات أمنية أخرى بالتورط.
وترى الصحف الإيطالية -وفق ما ذكره المراسل- أن هناك رغبة مصرية في إغلاق ملف ريجيني عن طريق تحميل مسؤول أمني مصري مسؤولية تعذيبه وقتله، ونقلت صحف محلية عن مسؤولين إيطاليين رغبة القاهرة في إغلاق الملف الذي أضر بعلاقات البلدين.
تحقيق مشترك
ويتزامن ذلك مع وصول فريق تحقيق مصري إلى إيطاليا لعرض مستجدات قضية ريجيني.
ويضم وفد التحقيق رجال قانون وخبراء أمنيين مصريين، وقال مراسل الجزيرة إن اللجنة الأمنية المصرية الإيطالية ستبدأ أعمالها اليوم، وأضاف أن من المتوقع أن يتم الاجتماع بسرية تامة إذ لم يعلن حتى عن مكان انعقاده.
وذكر المراسل أن وزارة الخارجية الإيطالية تركت مهمة تقييم مدى تعاون السلطات المصرية للمدعي العام في روما جوزيبي بينياتوني.
وقال كبير المحررين في صحفية كورييري دي لا سيرا الإيطالية، والمسؤول السابق للمكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية الإيطالية ماوريتسيو كابرارا، إن السلطات الإيطالية ستجتمع بالوفد المصري، وإنها تريد معرفة مكالمات ريجيني قبيل مقتله وطريقة تعامل الأجهزة الأمنية المصرية معه قبل اختفائه.
وكان مقررا وصول الوفد المصري إلى روما الثلاثاء لكن الزيارة تأجلت، وفق مصادر قضائية وأمنية لم تشر إلى سبب التأجيل.
|
متعلقات ريجيني كما عرضتها وزارة الداخلية المصرية(الأوروبية) |
تهديدات إيطالية
وجاءت هذه التطورات بعد يوم من تهديد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني باتخاذ بلاده إجراءات فورية وملائمة ضد القاهرة، إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن حقيقة مقتل ريجيني.
وقالت منظمات حقوقية إن آثار التعذيب التي وجدت على جثة ريجيني (28 عاما) تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته، وهو ما تنفيه القاهرة.
وكان مسؤول كبير في وزارة الداخلية المصرية صرح لوكالة رويترز بأن التحقيقات خلصت إلى أن ريجيني -الذي كان يجري أبحاثا بشأن نقابات العمال المستقلة في مصر- كان يخضع لمراقبة أجهزة الأمن، لكن هذا لا يعني أنها قتلته.
وقالت الداخلية يوم 25 مارس/آذار الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وفيها جواز سفره، بعد اشتباك مع عصابة متخصصة في "انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه". ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية، وقالت أسرة الضحية إن من الواضح أنه لم يقتل لتحقيق مكسب إجرامي.
وتسببت القضية في توتر العلاقات بين مصر وإيطاليا. ونشرت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية مقالا لرئيس تحريرها في صفحتها الأولى الأحد يدعو فيه الحكومة للتعامل مع القضية بجدية، وإلا فإنها ستخاطر بقطع العلاقات مع روما.
يشار إلى أن ريجيني اختفى في منطقة وسط القاهرة يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ذكرى الثورة المصرية، قبل العثور على جثته على طريق سريع غرب القاهرة في 3 فبراير/شباط السابق.