المصدر / وكالات
قال الدبلوماسي الأميركي السابق ماثيو بريازا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملأ فراغا آخر خلفته واشنطن في جيب ناغورنو كرباخ بعد أن تدخل لوقف إطلاق النار في الصراع المسلح بينهما، بينما فشلالبيت الأبيض حتى في إصدار بيان رسمي حول ذلك الصراع.
وأضاف بريازا، وهو وسيط أميركي في قضية ناغورنو كرباخ بالفترة بين 2006-2009 وسفير للولايات المتحدة في أذربيجان عامي 2010 و2011، أن بوتين بتدخله في الصراع أبعد أذربيجان وأرمينيا من الغرب وأسس لأزمات لاحقة، بينما ظلت واشنطن تراقب.
وأوضح الدبلوماسي الأميركي أنه وفي عام 1994 اُنشئت ما تُسمى مجموعة مينسك بإشراف منظمة الأمن والتعاون بأوروبا للتوسط في قضية ناغورنو كرباخ برئاسة مشتركة لسفراء أميركا وروسيا وفرنسا، وأنه ترأس تلك المجموعة خلال الفترة من 2006 إلى 2009، وأشاد بتعاون ممثل موسكو بالمجموعة.
أمر مدهش
وأشار بريازا إلى أن واشنطن وموسكو كانتا على تعاون تام حول هذه القضية حتى عندما توترت العلاقات بينهما حول الغزو الروسي لـ جورجيا عام 2008. ولذلك أعرب عن دهشته لغياب أي تعاون بين الطرفين في الأحداث الأخيرة.
وأورد أن بوتين تعمد استبعاد واشنطن ربما لمنع نسب أي فضل لـ جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي عمل على تنشيط عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا قبل يوم واحد من اندلاع الحرب في ناغورنو كرباخ، حيث التقى الأخير الرئيسين الأذري والأرميني كلا على حدة.
ومضى بريازا في تفسيره لاستبعاد بوتين واشنطن من القضية، مضيفا أن الرئيس الروسي ربما أغضبه نظيراه الأذري والأرميني اللذان استمرا في اجتماع مع الطرف الأميركي على هامش قمة نووية ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية الشهر الماضي بواشنطن وقاطعها بوتين.
شكوك
وفي إشارة له على شكوك حول دور روسيا في اندلاع الحرب بناغورنو كرباخ، أكد بريازا أن أذربيجان وأرمينيا لا ترغبان في نشوب صراع مسلح بينهما، وقد كانا يحثان واشنطن على التدخل في عملية السلام بالجيب حتى قبل يوم واحد من اشتعال الحرب، مضيفا أن كثيرين بالبلدين كانوا يخشون منذ فترة طويلة من أن توعز أي جهة خارجية لضابط محلي بالجيش أن يشعل الصراع هناك لتحقيق مصالح سياسية ضيقة.
وذكر الدبلوماسي والوسيط الأميركي أن الناس بالبلدين يتذكرون أن روسيا غزت جورجيا عندما كان زعماء العالم يشاركون بافتتاح أولمبياد بكين، وأيضا غزت أوكرانيا بنهاية أولمبياد سوتشي.