المصدر / القاهرة:غربة نيوز
استمرت انتهاكات وقف إطلاق النار في عدة محافظات يمنية في اليوم الثاني للهدنة وسط تبادل الاتهامات بين القوات الموالية للشرعية من جهة ومليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
ففي محافظة تعز جنوب غربي البلاد، تواصل المليشيات حصارها، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر المقاومة الموالية للشرعية أن المليشيات واصلت انتهاك الهدنة في الساعات الأولى من اليوم الثالث لتطبيقها.
وأكد بيان للمجلس العسكري اليمني بتعز أن المليشيات استمرت في انتهاك الهدنة التي أعلنت كلاميا التزامها به، مستطردا : لكنها عمليا تعمل عكس ذلك كما تعودت في المرات الثلاث السابقة التي رعتها الأمم المتحدة.
وأوضح المجلس أن غرفة العمليات بالمحافظة رصدت 153 خرقا للمليشيات في الـ`48 ساعة الماضية، والتي تنوعت بين القصف بالأسلحة الثقيلة ومحاولات التقدم المستمرة على الأرض في مختلف الجبهات، مشيرا إلى أن الانتهاكات في تصاعد مستمر مع مرور الوقت مما يؤكد أن المليشيات ليست جادة في الالتزام بالهدنة ولا احترام تعهداتها المقدمة للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في الوقت الذي التزمت قوات الجيش الوطني والمقاومة بالهدنة ولم تخترقها وظلت في حالة دفاع عن النفس فقط
وأضاف المجلس أنه يضع هذه الانتهاكات أمام المبعوث الأممي , متسائلا عن غياب اللجان المحلية المعنية بتثبيت الهدنة والتحقق من التزام كافة الأطراف بها ورفع التقارير بالمنتهكين للجهات المسئولة, مؤكدا الالتزام الكامل بالهدنة , مشيرا إلى أن القوات لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار الانتهاكات واستهداف مواقعها ليلا ونهارا وسترد بقوة على كل مصادر النيران والخطر.
وفي اليوم الثالث للهدنة، أوضح المجلس أن المليشيات قصفت فى الساعات الأولى من اليوم مواقع القوات في حي الكرامة غرب تعز مرتين، فيما استمرت المواجهات العنيفة في محيط اللواء 35 بالمطار القديم والمقهاية ومنطقة الحدائق بالضباب غرب المدينة وقامت المليشيات بقصف الأحياء السكنية شرق المدينة بالمدفعية.
وأكد العميد صادق سرحا رئيس المجلس العسكري بتعز وقائد اللواء 22 مدرع أن قتال وقصف وهجمات المليشيات في تعز مع بداية الهدنة تضاعف عما كان عليه سابقا، قائلا إن عددا من الجنود والمدنيين قتلوا في عمليات القصف التي تقوم به المليشيات على مواقع القوات والأحياء السكنية.
وأوضح المجلس أن 3 من قوات الجيش والمقاومة قتلوا وأصيب 7 آخرون كما قتل مدني بسبب عمليات القصف ليرتفع بذلك عدد القتلى من الجنود والمدنيين في تعز إلى 9 أشخاص وإصابة 29 آخرين منذ بداية الهدنة, مضيفا أن 7 من عناصر المليشيات قتلوا وأصيب 13 آخرين الجيش والمقاومة بالتصدي لهجمات المليشيات على مواقعها من ناحية أخرى أوضح ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز أن 139 مدنيا قتلوا وأصيب 849 آخرون بسبب عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية ومن بين الضحايا أطفال وسيدات ومعظم الإصابات خطيرة.
وفي مأرب شرقي اليمن أكد مركز (سبأ) الإعلامي التابع للمقاومة أن المليشيات استمرت في خرق الهدنة , وقامت بهجوم على مواقع القوات في المخدرة وتم التصدي لها وإجبارها على التراجع, وأدى الهجوم إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين, ووصلت إلى المحافظة لجنة يمنية لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في مختلف جبهات القتال وتحديد الطرف المسئول عن خرق الهدنة ورفع تقرير بذلك إلى الأمم المتحدة وقيادة التحالف العربي.
على الجانب الآخر أكد مصدر حوثي في صنعاء أن الطرف الآخر استمر في انتهاك الهدنة في محافظات تعز والجوف ومأرب ومديرية نهم شمالي صنعاء وشبوة والبيضاء ولحج, لافتا إلى أن تعز شهدت العديد من الانتهاكات منها استمرار قيام الطائرات بطلعات استكشافية وإنزال أسلحة للقوات في منطقة ذبحان بمديرية الشمايتين.
وتأتي الأحداث على الرغم من دعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأطراف المتنازعة إلى وقف الأعمال القتالية في البلاد وضمان الاحترام الكامل للهدنة لإيجاد بيئة مواتية لمحادثات السلام المقرر عقدها في الكويت يوم الاثنين القادم.
وقال ولد الشيخ إن الطرفين التزما ببنود وشروط وقف الأعمال القتالية الذي تم طرحه، مطالبا جميع الأطراف والمجتمع الدولي بدعم هذا الاتفاق بحزم حتى يشكل وقف الأعمال القتالية الخطوة الأولى لعودة السلام إلى البلاد، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد حاسما وعاجلا وأن اليمن لا يستطيع خسارة المزيد من الأرواح.
ولفت مركز أنباء الأمم المتحدة إلى أن لجنة التهدئة والتواصل اليمنية بدأت عملها في الكويت , وستعمل على تعزيز الالتزام بوقف الأعمال العدائية، وتتألف اللجنة من ممثلين عسكريين من كلا الجانبين وقد اختتمت مؤخرا تدريبات أشرف عليها خبراء من الاتحاد الأوروبي.