تحدثت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم عن علاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع مصر، وقالت إن الحركة تجد نفسها أمام قرار إستراتيجي بترميم العلاقة مع هذا البلد وصولا إلى إنهاء الأزمة الناشبة معه، وهو ما قد يتطلب منها مساعدة المصريين في الصراع الذي يخوضونه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، في حين يبدو أن الدور المصري يزداد تأثيرا في رسم قواعد اللعبة بين حماس وإسرائيل.
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في الصحيفة تسفي بارئيل إن مشهدا غير عادي بات ظاهرا على طول الحدود بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في الآونة الأخيرة، فقد انتشر العديد من مقاتلي حماس، وقاموا بتسيير دوريات على طول الخط الحدودي مع مصر، وهم يقيمون العديد من الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة والتفتيش.
وجاء هذا الحراك الميداني من حماس نتيجة المباحثات التي أجراها وفد الحركة في مصر خلال مارس/آذار الماضي، في محاولة لتهدئة الغضب المصري تجاه الحركة عقب الاتهامات الأخيرة بالتورط في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات في يونيو/حزيران 2015.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن الاتهام المصري لحماس في هذه الحادثة كاد أن يقطع العلاقات المتوترة أصلا بين الجانبين، ويصل بها إلى مرحلة القطيعة الكاملة، وهو ما من شانه أن يمس بقدرة الحركة على الاستمرار في إدارة قطاع غزة، مع العلم أن الإجراءات التي قامت بها مصر في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي أدت -بصورة أو بأخرى- إلى المس الحقيقي بالقدرات العسكرية لحماس، إلى جانب الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وما تخلله من استهداف للمنظومات التسليحية التي تحوزها الحركة.
وأوضح الكاتب أنه رغم ما قام به السيسي ضد حماس، فإن ذلك لم ينجح حتى الآن في الحيلولة دون احتفاظ حماس بقدراتها العسكرية واستعادة ما أمكن منها، دون أن يمنع من الحديث عن سلسلة طويلة من الإجراءات الميدانية المصرية فور اعتلاء السيسي الحكم لضرب البنية التحتية العسكرية لحماس في غزة.
وتحدث الكاتب الإسرائيلي عن تلك الإجراءات المصرية ضد حماس في غزة من خلال عزل القطاع المحاصر عن باقي أنحاء العالم نتيجة لإغلاق معبر رفح بصورة شبه مستمرة، إلى جانب ما قام به الجيش المصري من ضرب الأنفاق الواصلة بين غزة وسيناء وتدميرها والقضاء عليها، حيث دأبت حماس على استخدام هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى القطاع.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية