المصدر / وكالات
أثارت لافتات تشير إلى الاتجاه المؤدي إلى سوريا والعراق في الدنمارك لغطا كبيرا في صفوف اللاجئين والمسؤولين بالبلاد على حد سواء وخاصة الأحزاب السياسية المعتدلة التي دانت الحادثة.
ففي مدينة ثيستد بشبه جزيرة جوتلاند الدنماركية استعرضت اللافتات اتجاهات الطرقات للسائقين والمسافة المتبقية للوصول إلى المدينة إضافة إلى لافتة أخرى أصغر بنفس الشكل تشير إلى اتجاه العراق، وتذكر أن هذه البلاد تبعد 5317 كم.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان، لم تكن هذه اللافتة الوحيدة، حيث تظهر لافتة أخرى بالاتجاه المؤدي إلى سوريا وتشير إلى أنها تبعد 4426 كم.
وبالطبع لم تقم السلطات بتعليق تلك اللافتات، بل قام مجهولون بوضعها بصورة غير قانونية الجمعة الماضي.
ورغم أن اللافتات تشير إلى اتجاه الشرق الأوسط، غير أنها في الواقع تمثل إشارة إلى أماكن أقرب بكثير، وهي مراكز طالبي اللجوء الستة الواقعة في مدينة ثيستد والتي يقيم فيها لاجئون قادمون من سوريا والعراق.
إلى ذلك، مدح حزب الدنماركيين المرتبط بالحركات اليمينية المتطرفة من قام بوضع اللافتات وذكر أنها تتوافق مع حملة الحزب المناهضة "لهجرة غير الأوروبيين" إلى ثيستد.
ونقلت صحيفة "ذي لوكال" عن زعيم الحزب دانيال كارلسون قوله: "يريد الحزب أن يدل المهاجرين على طريق العودة. لهذا أطلقنا حملة في ثيستد لتوفير بديل للمواطنين عن انعدام الأمان الذي ساد ثيستد في أعقاب وصول الكثير من المهاجرين".
وأثارت اللافتات غضبا شديدا بين بعض الأحزاب السياسية المعتدلة، فقالت بيرنل سكيبر، المتحدثة باسم التحالف الأحمر الأخضر بالدنمارك "من المؤسف للغاية أن يتم وضع مثل هذه اللافتات"، مضيفة أن اللافتات تبعث برسالة إلى هؤلاء الفارين من الحرب مفادها "أننا لا نريدكم هنا".
وذكر ماركوس نوث، المتحدث باسم الحزب الليبرالي الحاكم، أنه بالرغم من رغبة حزبه في الحد من أعداد طالبي اللجوء في الدنمارك، إلا أن اللافتات تبعث برسالة "بغيضة" للاجئين والمهاجرين.
بينما أطرى آخرون على الرسالة التي تحويها اللافتات. فقد قال إب بولسن، نائب عمدة ثيستد عضو حزب الشعب الدنماركي اليميني إن وضع هذه اللافتات يخلق جدلا ذا مغزى، حتى وإن كانت غير قانونية.
يأتي ذلك بينما سجلت الدنمارك نحو 21 ألفا من طالبي اللجوء لديها خلال عام 2015، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة.