المصدر / وكالات
تبين من تحقيق أمني جديد أجري في إيطاليا أن تنظيم "داعش" متورط في عمليات مشتركة مع عصابات المافيا لتهريب المخدرات والحشيش إلى دول أوروبا، في الوقت الذي يفرض فيه التنظيم حظراً على التدخين في الرقة والموصل والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها.
ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" في تقرير لها عن رئيس وحدة مكافحة الإرهاب والمافيا في إيطاليا، فرانكو روبرتو، قوله إن التحقيقات أظهرت وجود دلائل قوية على تعاون وتجارة مشتركة بين "داعش" وعصابات المافيا، فيما أشارت الصحيفة في التقرير، الذي اطلعت عليه "العربية.نت"، إلى أن "قادة التنظيم يجنون ملايين الدولارات نظير المساعدة التي يقدمونها لعمليات تهريب المخدرات والحشيش إلى أوروبا".
وبحسب التقرير فإن الشرطة الإيطالية وجدت أدلة على أن مقاتلي "داعش" في ليبيا عملوا مع مهربي مخدرات يستهدفون الوصول إلى أوروبا وقاموا بتقديم الخدمات اللازمة لهم من أجل المرور في الطرق المؤدية من شمال إفريقيا إلى أوروبا.
ويتبين من التحقيقات أن أحدث الطرق لتهريب المخدرات من شمال إفريقيا إلى دول أوروبا تمر بالدار البيضاء في المغرب، ثم الجزائر ثم تونس وصولاً إلى طبرق في شرق ليبيا. فيما تظهر من تحقيقات أجرتها الشرطة الإيطالية أن عصابات المافيا اضطرت لإبرام اتفاق مع عناصر "داعش" من أجل المرور بمناطق يسيطرون عليها، وتحديداً في مدينة سرت التي يسود الاعتقاد أن التنظيم يسيطر على موانئها وسواحلها.
ولفتت "دايلي تلغراف" إلى أن الوثائق التي تسربت أخيراً عن "داعش" تكشف أن إيرادات التنظيم عموماً تراجعت بنسبة 30% منذ منتصف العام الماضي 2015 لتصبح عند مستوى 56 مليون دولار شهرياً، وهو ما يبدو أنه دفع "داعش" إلى البحث عن طرق أخرى لتعويض التراجع في الإيرادات وتعزيز وضعه المالي. ومن بين هذه الطرق التعاون مع عصابات المافيا وتقديم الخدمات لهم مقابل الأموال.
ويقول باحثون تابعون لمجموعة (IHA) إن "داعش" فقد نحو 22% من أراضيه خلال الشهور الـ15 الماضية، وأصبح يحكم نحو ستة ملايين شخص بدلاً من تسعة ملايين كانوا خاضعين قبل ذلك لسيطرة التنظيم ويعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها، ما أدى الى تراجع حجم الضرائب التي يجنيها من السكان بطبيعة الحال.